الطراز الأول ـ معجم لغوي
الطراز الأول
معجم لغوي استدراكي على ما سبقه
مرجع لغوي يستدرك في بيانه اللغوي الحقيقة والمجاز، على المعاجم ويقدم مادة معجمية عربية، انتشلها من غياهب التصحيفات بعدما أغمّت على بعض الأصول المحذوفات.
صدر مؤخراً عن “مؤسسة آل البيت لإحياء التراث” في بيروت، مرجع لغوي هام بعنوان “الطراز الأول ـ والكناز لما عليه من لغة العرب المعوّل” في خمسة عشر مجلداً، وهو كتاب ذُكر في صفحاته أنه من أهم كتب السيد علي خان المدني، “وهو من الكتب التي صنفّت استدراكاً ونقداً على كتب وأقوال الآخرين”، منطلقاً من قاعدة أن هناك “نهجين أساسيين في كتابة اللغة: أوّلهما الجمع والترتيب المعجمي المجرد لمفردات اللغة. وثانيهما الاستدراكي النقدي الناظر على مناهج السابقين من اللغويين”.
يقول المؤلف: هذا كتاب جمعت فيه من لسان العرب ما يحظي منه بارتشاف الضَّرب، وأحرزت فيه من غريب القرآن والأثر، ما يُرضي منه صدق العين والأثر، وأضفت إلى ذلك من بيان مجازات الكلام ومصطلحات العلماء الأعلام، وأمثال العرب العرباء”.
وقد جهد في ترتيب ما ذهب إليه من إتقان في هذا الفن بعدما أشبع وقته في دراسة ما بين يديه، فأشار إلى ذلك بقوله: ” وأما طريقة تحريره، واسلوب تقريره، فإني أبدأ الفصل من الباب، باللغة العامة، ثم الخاصة بالكتاب، ثم أجيء على الأثر بالأثر، ثم بالمصطلح والمثل. هذا إذا اشترك الجميع في المادة، واشتبك في سلوك تلك الجادة، وإلاّ ذكرت ما اتفق، انفرد أو ارتفق”.
و قد عبّر أهل الدراية من القدماء والمتأخرين، عن تفرُّد المؤلِّف في مؤلَّفه، من الذين خلطوا بين الحقيقة والمجاز، وذهبوا إلى القول بأنه ذهب مذهب الزمخشري الذي كان له قصب السبق في هذا.
فقد جعل مصنّف “الطراز الأول” استعمالات العرب في الأنصبة الموضوعة لها، وميّز بين ما هو حقيقة عندهم وما هو مجاز ــ وقد استعمل هذا النهج الزمخشري ــ تسهيلا للاستيعاب وابتعاداً عما ذهب غيره في معاجمهم إلى الخلط بين الحقيقة والمجاز.
فقد اقتفى السيد علي خان أثر الزمخشري، مضيفاً الكثير من الاستعمالات المجازية، مبيّنا مجازيتها وعلاقتها بالأصل اللغوي. ويقول أهل الخبرة في هذا المجال ــ مقارنة مع محتوى معاجم اللغة المتداولة ــ، إن ما ينقله السيد علي المدني في “الطراز الأول”، يمتاز بالسعة والشمولية وكثرة المواد المنقولة، وكثرة الاستعمالات والاشتقاقات.