الصـابـرة
الصـابـرة
لطيفة الحاج قديح
المقطوعة التي قالتها الأستاذة لطيفة الحاج قديم يوم تكريمها في أمسية “ليل وحكي” بمناسبة عيد المرأة. وهو نص شعري عبارة عن قصة قصيرة من مجموعة قصصية مغدّة للنشر بعنوان: “مذكرات الزوجة الأولى” …
عَيْنَاهُ باردتان
تدوران في الفراغ
جَسَدُهُ أَجْوَفُ
كصَدَفَةٍ على شاطئٍ مهجورْ
يداهُ ممدودتان، تحضُنان الخَوَاء
كلماتُه جَوفاءْ
تتناثر
ثم، ترتدُّ إليَّ
خاويةً بَلهَاءْ..
**
أشلائِيَ المُبَعثَرة لمَمَمتُها
خلعْتُ آهاتي، وأشعلتُها
فانْسَكَبتْ في رحابِ العمرِ
أيقونةً بيضاءْ..
**
نهضَ بلا صباحِ الخير..
داسَ على كَرمِي ومضى..!
لحِقَتْهُ عيناي تُنَادِيهْ
روحِي عَطْشى تتوقُ إليهْ..
**
لو يَدُه احتضَنَتْ يَدِي
لو شفَتَاه لثَمَتَا ثَغْرِي
لو قالَ أُحبُّكِ
لنَبَتَ لي جنَاحان
وُحلّقتُ في الفضاء.
**
بالأمسِ سمعْتُها …
كنْتُ خائفةً، حائرةً..
ٱلتَفَتُّ فإذا به يُنَادِي:
“تعالي يا امرأة، تعالي
عندي فَاكِهَةُ الَجَّنةِ
عندي الخوابيُّ
والدواليُّ والمعِصَرَة..”.
**
غَمَزَ لي
تركَ عنوانَه،
وابتسامَتَهُ، وانسحب
**
فتَحْتُ خِزَانَةَ الظنون
لأمسحَ غُبَارَ التّعب
وأرْتَدِي أريجَ اللَّهَبْ
خاطَبَتْنِي نفسي عاتِبَة:
“حاذري يا امرأة
إنّه أبليسُ
وأنتِ الصَّابِرَة..!”.