الثلاثاء 19 مارس, 2024

تباً لك وتعسا..

تباً لك وتعسا..

منال عمار ـ تونس

13241605_256999381325731_1198100621_o

عند باب الغرفة… نتلاقى كالأغراب ؛

ـ صباح الخير..

ـ صباحك نور ؛

ثم أغلق الباب عليك.. على ألمي الذي كان يوما أملي؛

كم حاربت أهلاً ؛ ومجتمعاً ؛ وعقيدةً ؛ كانت تعتبر وجودك خطيئة ؛ 

حملتك عاراً لمدة طويلة ؛ وأنجبت منك ملائكة طحنتهم معي تحت رحاك؛

وقدمت بسماتهم البيضاء الشفافة ضريبة حياة تحت نعليك؛

أمام محراب الوجع ، كنا ـ الملائكة وأنا ـ  نقدم فرحنا كل يوم قربانا لرضاك؛

فيكون جزاؤنا الأوفى أن ترمي بعض فتات من كلمات أمام أفواهنا الجائعة؛

ثم تنظر بتعال كأنك فرعون… ربكم الأعلى…

آخر الرجال؛

بل آخر أكذوبة حدثتني بها مرة، صدقتها مرغمة؛ بقلب فتاة عرفت الحب على يدي سفاح…

فتباً لك وتعسا.. وتذكر إن شموخ قامتك التي تتبختر بها هي من صنعي.. من صنعي أنا..

وما زال العرض مستمراً..

كل يوم ، في نفس الوقت وعلى نفس المسرح تؤدي دورك ببراعة؛

كل يوم يصفق الجمهور فرحا لأدائك اللائق ، يتمنون لك النجاح الدائم،

بريق وجهك يخطف الأبصار ، رنات ضحكاتك تربك معجباتك، والعروض تنهال عليك .

وحدي أنا التي لا تتحرك يداي، وحدي لا يبهرني صوتك؛ لا تعجبني ضحكاتك، لا ينطلي عليَّ خُبثك …

وحدي أنا، التي أعرف أن وراء كل هذه الضوضاء المحيطة بك ‫‏ممثل فاشل .

وحدي أنا التي لم أسدل الستارة على مسرحيتك بعد، لأنني أريد أن أتعلم منك أكثر وأكثر.

رغم ذلك.. ورغماً عنك.. كلما رأيت وجهي سوف تتذكر في داخلك ما صنعته لك.. رغم نكرانك الظاهر..

فتباً لك وتعسا..

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *