اليوم العالمي للقصة القصيرة
لمناسبة اليوم العالمي للقصة القصيرة
بهيجة العباسي ـ المغرب
اتخذ من يوم 14 فبراير تاريخا عالميا للاحتفاء بالقصة القصيرة كأدب فني أوجد له مكانة ضمن باقي انواع فن الكتابة ،لتزحف و تتخذ سقفا عاليا فوق الرواية بتفسها التي تظل هذه الاخيرة كمجموعة لقصص صغيرة .
إن القصة القصيرة، كفنٍ أدبي، ارتقى كثيراً في الأدب الروسي والأمريكي خاصة، حين نرى أن كتابا إرنست همينغوي انتقل من الرواية الى القصة القصيرة نظرا لجدواها في التعبير عن الموقف الأدبي والوضع الاجتماعي.
في المغرب يعتبرها بعض النقاد انها أكثر قربا للأدب الشعبي؛ لأنها تنطلق أو انطقلت من الحكاية الشعبية. و هذا موقف هام في النقد الأدبي ويساهم في النقاش العام حول دورها من الأدب. و كسؤال قد يتبادر الى ذهننا :
هل مصطلح (قصيرة) يجعل منها كجحش قصير يمتطيه كل من هب و دب ؟ إن المصطلح لا دور له في تكوين العمل، وليس بمستطاع أحد أن يقدم قصة للقارىء. فالقصة القصيرة في أصلها هي (حكمة أو موقف) تمت صياغته بأسلوب لغوي أدبي مع تركيب صورة محببة للعقل كي يدرك الهدف المنشود، عبرت عن موقف كاتبها بأقل قدر من الوقت والكلمات.
ليس كل متصدٍ للكتابة قادر أن يكون واحداً في قطار الأدب..
لكن كيف نفسر غياب شبه تام لنقد ومتابعة هذا النوع الأدبي؟ إن كثيراً من الكتاب يتجاوزون مسألة النقد حين يكون موضوعهم ذا فائدة أو رؤية محددة لها هدف محدد. لكن الأمر الحاصل أن القارىء صار يذهب الى القصة، أو الرواية، او الديوان دون أن يعود للناقد للاطلاع عن قيمة العمل أديباُ أو فكرياً، هذا من جهة. ومن جهة ثانية كثير من المفترين على النقد باتوا يًقْدمون على تقديم أعمال على قاعدة الصداقة، أي يكتبون عن أصدقائهم ليقدموهم للجمهور كدعاية لأعمالهم دون أن يكون نقدا موضوعيا. مما يوحي أن القراءات الأدبية للقصص طالما لا تهم القارئ فإننا لا نبحث عن نقادها. وفي هذا الاطار، نجد موقفين:
الموقف الأول: يتعلق بأننا صرنا نبحث عن الأسماء، وهذه الأسماء غالباً الإعلام أغرقنا بها، دون أن نهتم بالموضوع.
ثانيا: عدم الاهتمام بالقصة القصيرة سببه تغييب قيمتها الأدبية عن المتابعة النقدية.
هذا هو مربط الفرس، المحاباة و الزمالة والدعاية أبهتت صورة الناقد الحقيقي.. لنجمّل القول أن وفرة هذا النوع من القصص سببه الفوضى وعدم الاحتكام،
لكن مع ذلك لها الفضل في استمرار القصة، والوفرة افضل من النقصان والخصاص.