الحديقة المهجورة
الحديقة المهجورة
غادة الباز
ولدت بشجن دراماتيكي
حتى أنني أتدرب على
تمارين التنفس
التي أوصاني بها الطبيب
ﻷجل هؤلاء الذين
دلفوا إلى روحي
طلبا للجوء ..
إنني أغادر مصعد اﻷسماء
وأتخاطر مع الضوء
ﻷجلهم أيضا ..
هذا العالم ينزلق بخفة على
أسطح الرجس
وفي كل مرة يتحطم طابق
أو اثنان
ثم يخرج أشعثا
يتناول فطوره بشهية
وتحت الطاولة
دم نيء ورشة جبن منشور ..
لم أتحدث كالمجاذيب من قبل بعيون شاحبة
كمخفوق الكيوي المالح ..
ﻷخبر البائع البدين عن يديه
الكبيرتين وهما تخفيان
البندورة الفاسدة
لامرأة مسنة ..
ولم أخبر الحديقة المهجورة
بأن سرب اﻷوز
ميتافيزيقي الملامح
هو الكائن الوحيد
الذي سيعبرها بسلام
كبعض اﻷحلام التي
تكسر القلب ولاتعود..
وأن كل الأشجار هنا
تشبه عيون بلدية الحي
الكروية ..
لم أخبر حبيبي
أني أتعثر في الثياب الطويلة
وفي الكعب العالي
وأني أفضل ارتداء الباليرينا
ﻷني أحب ” آنا بافلوفا”
وأقلدها في المساء و
ﻷني أشب كثيرا على أطراف دهشتي
كلما تواطئوا على روحي
دون سبب..
لم أخبره
أني أخبز الكعك جيدا بلا مقادير
واضحة كجدتي
وأقيس المسافات
بشبر أنفاسي
ﻷطبطب على اﻷرض الجريحة .
لست امرأة عصرية تماما ..
على اﻷرجح
يريدون امرأة بلاحنجرة
لاتسأل
بصدر نافر
وعيون ذهبية
ينزعون من ثيابها
رائحة الليمون وحبة البركة
وأعشاب البابونج..
سأنام الليلة
يحرسني ذاك الظل البعيد
سأغلق أزرار فستاني
حد آخر نفس ﻷقطع
السبيل على المتلصصين
على الغد ..
سأرتدي جوارب الصمت
أيضا
فالجو بارد
وقدماي تحرضاني
على الهروب من هذا الكوكب
والمضي للزهرة
ربما هو كوكب الحظ..