همس الخاطر

إشراق زينبي

إشراق زينبي

السيد محمد رضا السلمان

alslman-1

 

نشــرتُ نَظمــي فحدِّدْ رســمَ تَدوينــي

إن كنتَ ممن روى نَظْمي وتلحينـــي

أنا الوجودُ وبحــرُ الشعــرِ قافيتـــــي

متى تولّت رؤى نظمــي وتأمينـــــي

هنــاك حيثُ نظــامُ الكــونِ يرسُمــه

حبُّ الجمــال ســرى بيــن الشرايينِ

فيا ملاكــاً بأرض الشـــام غيَّبـــــــهُ

شيءٌ غريبٌ دبــا بيــنَ البساتيــــــنِ

عَجمْتُ فيـــه رُؤى الأيـــامِ أدفعُهـــا

فارتدَّ طرفُ التقى خمساً بخمسيـــنِ

فَيــا جَمالاً لـــهُ في النـــاسِ مُعتقـــدٌ

يحــارُ في دركــه أهــل التفانيـــــنِ

مزجتُ دمعي لعلَّ الصمتَ يُنقذُنــي

من حيثُ لاحت حروفٌ قبل تشرينِ

يا كعبةَ الحزنِ هذا الحــزنُ جَسَّــدَهُ   

حــالُ الشَّآمِ أسيــراً بعـــد صفيــــنِ

بَكيـتُ كُــلَّ دُروبِ الليـــلِ يائســـةً

فيهــا تَولَّتْ مقــامَ الرَّستِ بالسيـــنِ

ماتَ الضميــرُ وماتت كـــلُّ قافيــةٍ

حيثُ المسارُ التوى من طرفِ مارينِ

أنــا الوجــودُ فَأطلـِقْ بَعْضَ قافيتــــي

تردُّ ذاتـاً لنــا مــن غيــر تَلقيـــــــــنِ

هذي حروفُك جِنْــحُ الليلِ جرَّدَهــــا

من كل وصفٍ لهـــا يُغرَى بجِزِّيــنِ

حَسمتُ كلَّ قـرارٍ فيــه مــا رصــفت

نفسُ الغريب قريبــاً مــن دواوينـــي

أراك ترفعُ بعض الشيء مُعترضــاً

خُذهــا إليــك صفـــاءً دون تَعييــــنِ

إذا كتمتُ دُويــنَ الأهـــلِ مُعْجــــزةً

فذاكَ ضَربُ التُّقى في مَنسَكِ الدِّينِ

إليكِ بنتَ بتـــولٍ جِئتُ أرسمهــــــا

بالدمعِ حيث روت بالدمع تروينـي

إليكِ قلبـــي فعهــدُ اللهِ مُعتَقــــــَدِي

أنتِ الكمالُ وبعضُ الشيءِ يَكفيني

إذا طرحتُ دُوين الظُّهـــر مسألتي

حسبتُ كـــلَّ الذي أبغيـــه يأتينــي

حيثُ تجلَّتْ على الشُّباك مَكرُمَـــةٌ

روحُ الصَّفاءِ وفِعلُ الكافِ والنـونِ

مَددتُ كفي عقدتُ بعض ألويتـــي

كتمتُ سِرَّاً سَــرى بالشَّدِّ والليــــــنِ

حوراءُ أنتِ وبعضُ الهَمسِ يُشعِلُني

أنا الوجودُ الذي بالهمس تَخمينــــي

إليــكِ صُغت قيـــادَ النَّفسِ ثَانيــــــةً

من حيثُ تُطوى بناتُ الشعرِ تَطويني

قصدتُ قبـــراً عليــه ألف داليــــــةٍ

تسحُّ دمــعَ الأسى مـــن غير تأبيــنِ

هنا وقفتُ ولحظُ العيــن يُرسلنـــــي

للغوطتين مدىً سمـــح الموازيـــــنِ

إذا كتبتُ لأهلِ البيــتِ فــي سفــــــرٍ

حسبتُ كلَّ فنــــونِ الشعــرِ تُغرينـي

أنـــا وذاتي وهَـــمٌّ لستُ أبـــرحُــــهُ

يراوحُ النفس مــن حيــنٍ إلى حيــنِ

عَقدتُ عزمي أدرتُ كــلَّ شـــــــاردةٍ

من حيثُ ما أسرجتْ باللطفِ تَرميني

قلبتُ كأسي وقلت الليـــل موعدنــــــا

إذا طرفنـــا بـــه يــا ميُّ فاسقينــــــي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى