ألياف

1

هل هو انتقام الخيوط؟

كل الخيوط؟

أحببت خيوط العنكبوت

وكرهت خيوط الصوف.

أعطاني العنكبوت

نوافذ

لعوالم أخرى

لعلها كانت أفضل

وحمل الصوف

سجن البيت

والواجبات الظالمة.

كلهن كلهن

عيون متشابكة

كلام متشابك

وخيوط ممنوعة

من التشابك.

2

الصيف في آخر أيامه

يفتح مساراته للخريف

يعبّدها بأوراق

عجوز

لم يبق منها سوى

عروق.

وددت توديع

الصيف

اشتهيت صوت

الورق.

هربت إلى العصافير

لعب الهواء بيننا وبنا

فأصبحنا واحداً

أصبحنا نسمة واحدة

شهقة الولادة.

ماذا أقول للعصافير؟

لنفسي؟

3

السعادة؟

أضحت السعادة

حلم كلماتي إلى

العصافير

وأصبح الشعر

حبل خلاص.

حبل الخلاص رافقني.

ومضى العمر

وقال الكثير عني وعن

نسيجه.

صار صوتا

ينهمر على الورق

وخيطاً يسحب روحي

المعلقة على الحائط

يسحبها إلى شباك

مغلق.

تكتبني خيوط عنكبوت

ثابتة

تطرز الكلمات من

أحرف

تخاطب بعضها و

ترسم.

ترسم

وطني.

4

خيوط عرفناها سطوراً

تجلس الحروف عليها

ثم تحيك نفسها

كلمات وصوراً وأحاسيس.

سطور عرفناها خيوطاً

تحضن الموسيقى برفق

وشدة

خشية هرب النوتات.

لِم هربت نوتات

وطني؟

تحادث الكلمات نفسها

فتصبح شعراً

تناغم النوتات نفسها

فتصبح مقطوعة.

وتصبح الصخرة بيتي

الجديد

الثابت.

5

عندما وقف العصفور

على حبل صوتي

مخالب غارزة

ارتجفت تحت ثقله الواهي.

تحدثنا عن الوقت

كيف مضى وضاع

وسمعت ارتجاف

مخالبه

وأخيراً حدثني عن

نفسه.

عن حبال حياته

عن أغصان وعن

تشابك خيوط

حاكها وطناً أبقى من

وطني.

قبل أن هويت خيالاً

على صخرة انتظرتني طويلاً

قلنا عن …

6

لكن لكن لكن

مهلا مهلا مهلا

قبل أن هويت جثة على

صخرة

وعصفور غارز فيَّ وريد

أزرق

ارتجفنا خيوطاً مفككة

وصوتاً أضاع الكلمات

والنوتات.

استرجعنا كيف ضاع

الصوت وحباله على

اوراق مهترئة

الخطوط

وكيف ضاع الوطن

الذي كان دونه

حبل الوريد

وكيف ضاع الأمان

لحظة قطع

حبل السرة.

7

قلنا عن

حبال خيوط

خانقة

يسمونها

حياة.

عندما وقف العصفور

على حبل صوتي

ووريدي

ذاب شعري

كلمات

وذابت كلماتي

أحرف

وذابت أحرفي

سطوراً وحبالاً

خنقت صوتي

وحباله

وسقط صوتي

على أوراق

سحبتني خيوطها

إلى

خيط عنكبوت

يحيك لي

حياة أخرى

لعلها أجمل.