الجمعة 29 مارس, 2024

مابين الجنة والنار

مابين الجنة والنار

منال عمار ـ تونس

manal-1

نقف على هاوية الخيار… نعاتب كل من حولنا هروباً من المرور بذواتنا تأنيبا، نهاب لسعة النار ولا نستلذ الجنة إلاّ بعد فراقها….

نقف مابين البينيّن في منطقة أسماها “دانتي” في الكوميديا الالهية “البورغاطوريو”، أي المنطقة التي تتوسط الجنة والنّار… فكم نحتاج إلى عالم مماثل نغسل فيه أرواحنا من شر النوايا والأعمال… وتكون لنا استراحة محارب أحرق الوّهن نشوة انتصاراته… فالبرغم من كوّنها مسكننا ومهربنا، إلاّ أننا لا نقر بوجودها فينا… فقد أنكرها نزار بقوله : إنّي خيّرتك فاختاري بين الجنّة والنّار… فقد نعيش دقات لا نعرف أين نضعها في خانة الحب أو اللا حب و نقف ضائعين خوفا أم ترددا…

نعم نعيش ما بين الجنة والنّار أحاسيس متضاربة تقودنا وتجور علينا… نعم نعيش ما قبل الحب… لهفة… إعجاباً… وشوقاً لا نفهمه ناراً هو أم جنة… لا بل ما بينهما… ونعيش ما بعد الجب على حافة النسيان خطوة وأخرى على حافة الحنين…

ومرة أخرى نعيش ما بين البينيّن… مع أن الفلسفة الشعبية تدين هذا العالم بقولها: يا أبيض يا أسود… و نقف على عتبة القرار نخاف الظلام ما جهلنا منه والنور أن يفضح سوادنا… ونقضي حياتنا رمادا نستسهله… بل نشبهه… حين يتصالح نقائنا مع خبثنا… إنها البورغاطوريو نستتر فيه خلف ضعفنا… خوفنا.. حيّرتنا… نهرب فيه من أنفسنا إلى حين.

***

ياليته كان جنونا..

انثى في مقصورة الانعدام…

كان يومها ثمل دقت ثواني الصافرة..تمت بيديك لحظة الاعدام….

ياليتها فقدت الذاكرة…

كانت خيبة وخيانة على مقعد الانفصام..

ياليته كان جنون.. يمسح بقايا وآخر ما سمعته من كلام..

يا ليتها كانت القاضية..

جرم..

والعين لم تزل، بعد، في ثورتها.

ساهرة…

لما يسألوني عنك وقد ابتعدت انت.. وكل من كان في القاطرة..

انت إن سألوك عني ..ماذا تقول لهم…؟؟؟

انها كانت حافية القدمين

وهي بين يديك سائرة..

انها عفيفة ليست بالعاهرة..

طلاسم الغجرية، ولا قارئة الفنجان اصابت سهما في تلال الخاصرة…

أمَا حان مكرها وخبثها أن يمطرغضبا ولعنة على نوافذ رحيلك… 

وبكاء الخيول..

 وصدى الحافرة….

أيقظ شعورك.. والتمس الف عذر..

ليتها تخمد نيرانا باتت جمرا بين اضلع غائرة تدوي صراخا في الظلماء حائرة..

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *