الخميس 28 مارس, 2024

كُـــنْ

كُـــنْ

حسين علوية

kon-1

للمسافِرِ ..

في حيّزٍ ضيّقٍ بينَ حرفَيْنِ

         أنْ يتألّمَ

أو أنْ يُوارِيَ آهاتِهِ في اختِناقِ المكان

 

تُرى ..  عندما انطَلَقَتْ لفظةُ الخَلْقِ

هل كانَ ثمَّةَ مُتّسَعٌ بينَ كافٍ و نون ؟

أفي وُسعِنا أنْ نقيسَ المسافةَ ما بينَ ضمَّتِها و السكون ؟

إذا كانَ قدْ خُطَّ في اللوحِ كلُّ الذي كانَ

أو قدْ يكونُ

فلا بُدَّ من زمنٍ كيْ يُحَقِّقَ رِحلَتَهُ قلمٌ

مِنْ أعالي ذُرى الكافِ  مُنْحَدِرًا في امتِدادِ الكتابةِ  مُنحَنِيًا في التفاصيلِ

مُحْتَضِرًا في سكون

 

على اللوحِ كمْ جدَّ في السيرِ

ينزِفُ أسرارَهُ نقطةً نقطةً ..

واقْتَضَتْ حِكمَةُ الخَلْقِ أنْ تتلاصَقَ تلكَ النُّقاطُ معًا

كالْتِصاقِ الزَّمَن

سبعَةً كُنَّ أقدامُ هذا الزمانِ

فهلْ أهمَلَتْ أيَّ أيامِها وهْيَ تخطو السنون ؟

 

اعْتَراني ذُهولٌ وقدْ لاحَ لي رغمَ طولِ المسافَةِ ..  بُعدِ الزمانِ ..  انْوِجادَ السماواتِ والأرضِ

والبحرِ والفُلْكِ

والماءِ والغيمِ

والإنسِ والجنِّ …………

في بُقْعَةٍ

             واعْتراني السجودُ

 

اعْذُروا سَجدتي للتفاصيلِ

ما سجدتي للعبادةِ ..  بلْ كالّتي قلَّدَتْها المَلائكُ آدَمَ

 

سُبحانَهُ ..  حينَ قالَ اسجُدوا

كانَ يعرُضُ إبداعَهُ..

كانَ يُعْظِمُهُ

 

فانْظُروا في الخليقَةِ

لا بُدَّ مِنْ نظرَةٍ يكتسيها الجلالُ

لأنَّ الجلالَ لَهُ..  والخلائقُ مِنهُ

فهلْ تُنكِرون؟؟

 

الجلالُ العظيمُ الذي هالَني   نُقْطَةٌ

قُطْرُها الدّهرُ

قدْ كُنتُ في بَطْنِها.. 

حيثُ كُنتُمْ وكانَ الوجودُ الذي لاحَ لي والذي قدْ عرفتُ  ..

فكَمْ قدْ عرَفْتُ ؟  وكمْ تعرِفونْ ؟

 

هكذا أيُّها الخَلْقُ..  ألْقى بنا اللهُ في نُقْطَةٍ مِنْ نُقاطِ الوجوداتِ

لمْ نَدْرِ ما قبْلَها

      أو نُطِلَّ على ما يليها

وكُنّا الذُّراوَةَ

       بعضَ التّرابِ الذي بَعْثَرَتْهُ الرِّياحُ ..  وألْقَتْ بِهِ في قرارٍ مكين

 

غدًا

    قَدْ يجيئُ المَخاضُ

                  فما شَكْلُ هذا الجنين؟؟

مقالات ذات صله

1 تعليقات

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *