الأربعاء 24 أبريل, 2024

(قناع) و (وجه حقيقي)

قصتان: (قناع) و (وجه حقيقي)

للكاتبة فداء طه

feda2 taha-1

قناع

(تجلس كل مساء، تسهر الليل حتى طلوع الفجر، تمسك بيدها مسبحة قديمة، تتمتم بلسانها أسماء الله الحسنى، وفي عقلها الباطن تحيك مؤامرات الشياطين، فتنة هنا وأخرى هناك..

كم تبدو جميلة الملامح عذبة اللسان لمن يراها، لكن لم يكن لأحد أن يرى سواد قلبها وبشاعته سوى من اكتوى بنار شرورها أو تجرع سموم فتنتها..

صداقتها مثل عداوتها، كلاهما كاللعب بالنار، فإن اقتربت منها أحرقتك بنار الغيرة والحسد، وإن ابتعدت أحرقتك بنار الغضب والانتقام.. إن جاملتها تجاهلتك، وإن تجاهلتها دمرتك، لا فائدة معها مهما حاولت).

*****

وجه حقيقي

(أمضى حياته بين صعود وهبوط، عاش سنوات سمان وأخرى عجاف، وفي كل منها له حال وأحوال.. فإذا ما ابتسمت الدنيا في وجهه وارتفع شأنه عم الخير على من حوله، فأخذ وأعطاهم ورضي وأرضاهم.

وإذا ما أدبرت عنه الدنيا، وعبس الحظ في وجهه، تقوقع في مكانه، ولزم الوحدة، لم يسمعه أحد يشكو أو يتذمر، ولم يسأل أحدا أن يرد له جميل قدمه له ذات مرة، بل إنه يلوذ بالصمت والصبر حتى يبشره الله بالفرج مرة أخرى..

عندها يعود صاحبنا إلى سابق عهده، جواد أصيل، شهم كريم، لا يعرف البخل، لا يعرف الحقد، ولا يعرف كيف يتغير أو يتبدل، فالطبع عنده يغلب التطبع).

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *