الخميس 28 مارس, 2024

شاي معـطر

شاي معـطر

بقلم امنه البيرماني

(من وحي حوار مع عاشق لبغداد ـ مغترب)

amena

هل ارتشفت اليوم…. شايك المعطر

ليس بعد ؟

وانا اعلم …كم تحب الشاي المعطر

شاي …. بحبات الهال ,تمتزج بحسرات الغربه

يتصاعد منه البخار وهو يتلاشى ….مع الذكرى

خذ …رشفه من الشاي … بتمهل

ثم رشفه اخرى

ها …هل عاودتك الذكرى ؟

شاي المساء .. معطر ,برائحه الفحم

فوق سطوح بغداد العتيقه

وشوارعها الحنونه

وليلها المحموم …بسخونه

اتذكر سخونه الصيف ؟

 وانت تطل على نهر الجليد

اتمر امامك النخلات طيف ؟

تلوح رشيقه  ..تحجب اغصان البلوط العجماء

وثلوج الضفاف الذائبه الجرداء

قل لي  ,وانت تناجي اضواء المصابيح

التي تعابثها ببرود …..اصابع  الريح

اتراك …..تذكر قناديل العتمه ؟

تلوح في ليل  بغداد الحالم

وقباب الذهب تتلامع من بعيد

تطوقها الاضواء في هاله القدس والوقار

والدروب المتكظه بالزوار

فوضى البياعين …رائحه المناقل

والسوق الاخضر

والضريح الاخضر

خذ ..خذ رشفه اخرى …لتتذكر

جسور …وجسور

تطوق  النهر …كذراعي عاشق مسحور

تستأذنه للعبور …

تبكي شموع ….. فوق رقرقه الماء

حسرات …وتترك النذور

 تعبق الضفاف…برائحه المسكوف

هنا وهناك

وتمتد الكفوف

…بعد اكرام الضيوف

نحو استكانات  الشاي

يحلو الشاي فيها… اليس كذلك ؟

سمه بغدادهي  …الا توافقني ؟

اعلم انك الان تغمض عينيك

في مقهاك البعيد

لتنهي فنجان شايك المغترب …مثلك

وعبق بغداد …يبقى عالقا في حبات الهال

مع ضوضاء الزائرين

المتدافعين

حول عربات رزق مرّ

 تجول …واصواتهم   معها تجول

في ازقه العمر القديم

وفوانيس عتمه

وسعف نخلات رشيق …يتضرع نحو السماء

واكفٌ تتملئ بالامل ….والدعاء

دمع الشموع وعطر الصفصاف

يهمس للنهر  اخبار من رحلوا …واسرار المساء ….خذ الرشفه الاخيرة

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *