السبت 20 أبريل, 2024

بزيع يحيي سهرة الملتقى

الشاعر شوقي بزيع يحيي سهرة الملتقى الثقافي اللبناني

علي .أ. دهيني

12669997_1015892788449585_539235173_oبسكينة ووقار تستحقه القصيدة، قرأ أمس الشاعر شوقي بزيع بعضاً من قصائده ـ حديثها وقديمها ـ  وسط إصغاء أوجبته هيبة قصائده السهلة الاستماع الممتنعة المضمون لما تحمله من معاني تحتاج الاختلاء بها أنسا لا تحوزه إلا قصائد الشاعر بزيع على حد تعبير الناقد الثقافي أحمد بزون الذي كان حاضراً في هذه الأمسية.

جاءت هذه الأمسية  بدعوة من “الملتقى الثقافي اللبناني” بإطار “لقاء الآربعاء الأدبي” الذي يقام اول يوم الأربعاء  من كل شهر، وذلك في واحدة من قاعات مطعم قرية الساحة.

وقد استهل اللقاء رئيس الملتقى الثقافي الشاعر والأديب سماحة الشيخ فضل مخدر بكلمة رحب فيها بالشاعر الضيف مثنياً على تلبيته الدعوة، ومنوهاً بشخصه ودماثة أخلاقه، ليؤكد بأن قصائده في رحلة تطورها باتت تشكل مدرسة تحتذى، يستلهم منها النشىء الجديد من الشعراء لفرادة أسلوب الشاعر في بناء القصيدة، الذي بناه على مدى رحلته الشعرية، متنا وموضوعاً وتركيباً.

12656107_1015892728449591_33324124_oوكان لي شرف التقديم في هذا اللقاء، وقد خاطبت ضيف اللقاء بأنه ينبوعُ أدبٍ وثقافةٍ متوجٌ على الأشهاد، وقلت:

يا ذا القصيدةِ واليَــراعِ الأبـْـــرَعِ

يا كوكبـاًً في الفضـاءِِ الأوْسَـــــعِ

شمَمْنا في قصيدِكَ عِطْرَ القوافي

ولثَمْنا الحرفَ من جنباتهِ الأرْبَعِ

وختمت كلمتي: أترك المنبر لهذا النهر الجنوبي الزاخر الممتد على جوانب الحياة الثقافية، والياسمينة التي تنثر شذاها عبقاً فتضوّح فضاء وجداننا الإنساني حيث تطلق أغصانها منتشرة في كل اتجاه أدبي..

بعدها قرأ الشاعر بزيع عدداً من قصائده، بأسلوبه المميز. وكان كريماً بأن يُسبق القصيدة أو يليها بشرح مختصر حول مضمونها أو مناسبة كتابتها.

وبعد أن أصغى الحضور وجلّه من النخبة الذواقة للشعر بصورة عامة ولشعر شوقي بزيع بصورة خاصة، انتقل الحضور إلى حلقة من النقاش أدارها الشيخ مخدر، وأجاب على أسئلتها الشاعر شوقي زغيب بشروح تحليلية تناولت العديد من متعلقات الشعر بصورة عامة وقصائده بصورة خاصة.

من النقاط التي دار حولها النقاش، هل الشعر موهبة أم صناعة، كما وصفها بعض النقاد وقسموها بين الموهبة والصناعة بنسب متفاوتة؟ كان تعليق الشاعر بزيع أنه يصعب التصنيف لأنه يخضع إلى النسبية التي تتفاوت بين رؤيات مختلفة، إلاّ أن الموهبة تعتبر ممر إجباري للشعر، ولأن اللغة لها دور، رغم أن جهابذة باللغة لم نجد لهم تراثاً شعرياً أو أنهم لم يستطيعوا ربما كتابة الشعر كون أن الموهبة ضرورية في هذا الفن أو هذا الجنس الأدبي، وأعطى أمثلة على ذلك. وخلص إلى القول ـ جراء النقاش ـ إلى أن الشاعر يولد ولا يصنع.

12656215_1015892268449637_1452078434_o - Copyودار نقاش حول الشعر المقاوم، ودوره في خدمة القضايا الثورية، فأشار الشاعر بزيع إلى أن الشعر المقاوم موجود من عصور قديمة، وصولاً إلى العصر الحديث، وأعطى مثال من منطقتنا العربية عن ذلك الشعر الذي رافق وتلى النهضة الحسينية في كربلاء كمثال، ـ وذكّر بأكثر من قصيدة له في هذا المجال يربط فيها المقاومة من ذلك التاريخ بالتاريخ الحديث ـ وفي العصر الحديث تحدث عن الشعر الذي كتب حول القضايا العربية وقضية فلسطين بخاصة.

وتواصل النقاش حول لغة الشعر التي تستعمل مفرداتها من مفردات عذوبة اللغة وسلاستها، إلى مفردات مستوحات من الظرف الراهن الذي يعيشه المجتمع، وأعطى مثال على شعر المقاومة الذي انتقل من مفردات دينية مثلاً ليّنة أو وجدانية في الخطاب المقاوم، إلى مفردات قاسية وعنيفة مثل القوة والسلاح.

ومن الأسئلة والنقاشات دار الحديث حول هل الشعر مكذوب وأنه ليس بكليته صادق وأمين في الموضوعات التي يتصدى لها، وأن الكذب يبدو من لزوميات بناء القصيدة، بدليل الاستعارات التي يسقطها الشاعر على موضوعه.

وتفرع من ذلك هل يعتبر الشعر من هذا الباب كاذباً؟ تحدث في الإجابة والتحليل الشاعر بزيع في هذا الموضوع مستشهداً بكثير من الشعر نظمه وقاله الكثير من العلماء المسلمين، واسقطوا في اشعارهم الكثير من المفردات التي يستعملها غالب الشعراء، وهذا ليس بالضرورة كذباً وإنما تقريب للصورة وتوضيحها في موضوعها.

وعن الفوارق بين المتلقين والمتذوقين للشعر وتفاوت مستوى تعاملهم مع هذا الجنس الأدبي أو فهمه، كان النقاش متعدد الآراء والتقييم، وعزا النقاش ذلك إلى غياب البرامج الثقافية التي من شأنها أن ترفع من مستوى المتلقي أو تضيء على الأعمال الفنية عموماً والأجناس الأدبية بحيث يتهيأ للمتلقي أدوات فهم متنوعة يستلهم من خلالها وعيه وذوقه الفني والأدبي.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *