الجمعة 19 أبريل, 2024

إحتفل بمفردك

إحتفل بمفردك

شعر : محمد الجلواح  *

الأحساء ــ القارَة

محمد الجلواح

أحيانا تجد نفسك محتاجا لتحتفل بك .. بوحدك /لوحدك .. لتكافئ نفسك على انجاز عمل ما ..
                                                                                               م . ج . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ َحمـِلُ الحرف وصدق المقصدِ       شـَـعّ منقوشا بفكــــري ويــدي

ولســـاني و جنـــانــي مثلمـــــا        شع في الروح كتاب الصمــــد

لا أرى الأشيـــاء إلاّ نغمـــــــة ً       رقصَتْ بيــــن نخيــل البلــــــد

لا أرى الأشيـــاء إلاّ بسمــــــة ً       نطقت مــن صمتهـــــا كالغـَـرِد

والثيابَ البيض في أجســـــادها       كاعِــبا ً ترنـو لغصــن أصْــيـَـد

 

وإذا النــوم أتــى مـــن قصــره       كان لـونُ الحلـْمِ لــونِ العسجـــد

يا شعورا صاحـَبَ الوقت الذي       عـَطــّـر الدهــــر بعطـــر أبــدي

صاح ِ(عش وقتك) في لذّاتــــه       آنَ أنْ تحيـى بطيـــب المشهـــــد

 

(عش سعيدا)، واحتفل دون الورى     واصنع البهجة في الجو (الردي)

واستبــق للسعـــد مــــن آفاقـــه       وإن ِ الدهـــر مضـــى للنكـــــد ..

وإن ِ النــــاسُ تواروا وارتمــى       ليلـُهمْ  في كهف حــزن سرمدي

( عش سعيدا) واحتفل مُنْـفـَـردا        ربما يُحـــزنُ كـُـثـْـــرُ العـــدد  !

 

ربمـــا تـُصفـَع ممــن يدّعـــــي        قــُرُبا ، أو مـــن زنيـــم مُرعِــد

أو دخيل غاص في وَهْم ٍ ، وقـد       نطق الجهلُ على مـا يرتــدي ..!!

أو ثقيل ، ضاقت الأرضُ  بـــه       أو غبــيّ أو وضيـــع معتــــدي ..

أو طفيليٍّ .. كـ (فـيل).. خائـــر       أنفـــه.. في كل شــيء.. منتـد ِ !!

كـن رشيـدا، أغمض العيـنَ ولا       تنتظرْ.. منهُــمُ.. ضوء المُـرشـِد

( عش سعيدا) واحتفــل منفـردا       كم مضت روحـك دون الجســــد

عش سعيدا.. واقطف الوهج، وخذ    مـٌـتـعة َاليــــــوم، بأحــلام الغـــد

 

 يستفيـــق الـــدم مـــن رقدتِـــه ِ      ويطيب الماءُ  في الكأس (الصدي) !

وتطــل البسمــة الجذلــى شذى       والنـــوى يدنيـــه ليـــل المـوعـــــد

فــإذا المــُـــرّ زُلال ســاحـــــرٌ       وإذا الليــل كلحــــن المــــولــــــــد

وإذا الدمــــع بيـــــاض مقمـــر       بعــد أن كــــان كفحــــم أســـــــود

 

لا  تعش في غربـــــة مستنجدا       قد خلا في الناس صوتُ المُنجــــد

فاقلــع الغربـــة مــن أوتـــادها،      وارمها، وامض بعزف المـُنـشد.. :

( ما أتينـــا لشقـــاء ، وضنــى ،      واحتــراب ، وجــدال أرمــــد )**

 

أنت كــون قائـــم فــي كوكـــب       قد حبـــاه الله نــــور الفــرقـــــــد

أنت في ذاتك عـــون مُـسـْعــِد..      لا تكـن تطلب عـــــون المسعــــد

أنت في ذاتـــك عيــــــد دائـــــم      فاحتفـل بالعيــد كالطــل النـــــدي

( إن يخن أدناك، أو يخذلك فــي      موقف، أو محفل، أو مشهــد )***

 

لا تقــل إنــي غريــب مهمــل ..      كم غريب ٍعـاش حـرا.. سيــدي !

( عش سعيدا) واحتفل منفــــردا       ربمــا يُحـــزنُ كـُـثـْـر العـــدد  !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 **    إشارة  واستحضار لشخص  وبيت الشاعر العربي الكبير إيليا أبي ماضي :

        ما أتينا إلى الحياة  لنشقى             فأريحوا ـ أهل العقول ـ العقولا  .

 ***  إشارة واستحضار لشخص  وبيت الشاعر الأحسائي  الكبير: على بن المقرب العيوني :

        إذا خانك الأدنى الذي أنت حزبُـهُ           فلا عجبأ  لو  سالمتك الأباعد

** شاعر وكاتب سعودي من الأحساء ، المدير الإداري لنادي الأحساء الأدبي

 

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *