يوم زائد
يوم زائد
فاطمة بري
أنا امرأة في السبعين
توقظني الشمس قبل أن تتمطّى
أفتح نوافذ الغرف السبع
أتهندم سريعاً على حافة المرآة
أمسح وجهي بمرطّب الجلد اليومي
وأمشي مغمضة العينين إلى المطبخ.
أكبس زر الغلّاية الكهربائية
وأذهب إلى طاولتي
أبدأ يومي
مع قهوتي وأوراقي وكلماتي.
***********
يرنّ الهاتف
يسألني ابني عن طبخة اليوم
أقول له إنني مدعوّة للغداء خارج المدينة
ثم أقوم، أحضّر حبّتيْ بطاطا لسلقهما
وأعود إلى كتبي.
***********
أشرد في اللوحة المعلّقة على الحائط،
أتذكر يوم اشتريتها من بائع عجوز
في مدينة عجوز تتصابى وتزداد حلاوة،
وحين أمدّ ذراعاي لأتثاءب
تقع على الأرض
علب الفيتامينات
ألف، باء، جيم، دال
حتى الفيتامينات تتاجر مثلي، باللغة.
***********
عند العصر تتّصل حفيدتي
تتكلّم كرشق رشاش حربي
تسمعني آلاف التمنيات
وتخبرني أنها ستمرّ وتترك رضيعها لديّ
كي أمتحن رصيده اللغوي
أخبرها أن طبيب الرئة ينتظرني
وأنّ نَفَسي يضيق كثيرا
وحين تقفل هاتفها وفمها
أذهب لأخمّر طقوس نارجيلتي
وأنفث أنفاسي الواسعة في الهواء.
********
حين يهلّ المساء
أجلس لأتسلّى قليلا
أهاتف صديقتي مريم لنتهامس
لكنها تجعلني أصرخ كثيرا
لأن سمَعها نخره السوسُ، ويبسَ.
*************
قبل النوم
أتمنى أن أسامر سوسن
وأكاد أسهو
أنها سبقتني وماتت
يوسوس في رأسي وسواس
كم سأعيش بعد وماذا سأفعل؟
أقلّب قمصان نومي قبل أن أختار واحدا
أبحث عن نظاراتي وكتاب ما
أزيح شرشف سريري الأبيض
وأسدل الستار
على نعمة الحياة ليوم زائد.