السبت 20 أبريل, 2024

وتمتد الظلال

وتمتد الظلال*

آمنه البيرماني

birmani

وتمتد الظلال  

تلتهم ، حصى الدرب  

يتآكل ، تحتها العشب  

يبكي على الغصن ، الندى  

يرتجف ، على الثغر،  السؤال 

زبد البحر ، يتعالى يرتطم  

يفتح الثغرات .. في أعلى الجدار  

ينكمش النهار  

هي أيامٌ ، تدور سدى  

في وهم الانتظار  

تمتد ، تتمطى الظلال  

تطحن العمرَ، والعمرُ ….يكابر  

برجله العرجاء ، ما زال يغامر  

يستنبت الجلمود 

يستنزل  الغيث البعيد  

وحين جف الماء  

ترك على الوجه الأخاديد  

يتعالى صراخه ، يلمس سقف السماء  

يرتد الصدى ، سحابهً ، سوداء  

تهطل  هموما ، تنحدر عن  تلك الجبال 

وساوس ، ترتجف،  تأبى الزوال  

والعين ، تحتار أين تعوم  

عبثٌ،  كل ذاك الكلال  

وزبد البحر يتطاول   

يثور الموج ، امام شيخوخة الملاح  

يقاسي ، وحشة المنفى   

مركبه المهلهل ، تكسوه الجراح  

صواريه الندم ، أشرعته المحال  

وملوحة البحر ، تغتال الصواري ، والشراع  

تقصم ، ظهره المكدود  

حين تهادى مبحراً ، نحو الضياع  

يناجي ، عبثا ، ينادي  

نجمه الهادي  

في دجى الليل ، تفغر أفواه الصمت  

يتثاءب الملل ، ليقتل الوقت  

سراب الوهم ،  أورقَ  في القلبِ،  أهوال وأهوال   

هو مثقل ، بجلجلةٍ من ماضٍ،  عنيد 

يلغي البشائر ، يماحك الفجر الجديد  

والملاح ضاع  

أكل الدهر على صبره وشرب  

سلم للريح شراعا ً، أضناه التعب  

تتلقفه ، شطحات من خيال  

تفترس المكان ، لتستلقي ، وتمتد  الظلال

ــــــــــــــــــــــــــ

* من ديوان للشاعرة (أحبك حتى إشعار آخر) المُعد في طريقه إلى النشر.  

  

 

 

 

 

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *