وتمتد الظلال
وتمتد الظلال*
آمنه البيرماني
وتمتد الظلال
تلتهم ، حصى الدرب
يتآكل ، تحتها العشب
يبكي على الغصن ، الندى
يرتجف ، على الثغر، السؤال
زبد البحر ، يتعالى يرتطم
يفتح الثغرات .. في أعلى الجدار
ينكمش النهار
هي أيامٌ ، تدور سدى
في وهم الانتظار
تمتد ، تتمطى الظلال
تطحن العمرَ، والعمرُ ….يكابر
برجله العرجاء ، ما زال يغامر
يستنبت الجلمود
يستنزل الغيث البعيد
وحين جف الماء
ترك على الوجه الأخاديد
يتعالى صراخه ، يلمس سقف السماء
يرتد الصدى ، سحابهً ، سوداء
تهطل هموما ، تنحدر عن تلك الجبال
وساوس ، ترتجف، تأبى الزوال
والعين ، تحتار أين تعوم
عبثٌ، كل ذاك الكلال
وزبد البحر يتطاول
يثور الموج ، امام شيخوخة الملاح
يقاسي ، وحشة المنفى
مركبه المهلهل ، تكسوه الجراح
صواريه الندم ، أشرعته المحال
وملوحة البحر ، تغتال الصواري ، والشراع
تقصم ، ظهره المكدود
حين تهادى مبحراً ، نحو الضياع
يناجي ، عبثا ، ينادي
نجمه الهادي
في دجى الليل ، تفغر أفواه الصمت
يتثاءب الملل ، ليقتل الوقت
سراب الوهم ، أورقَ في القلبِ، أهوال وأهوال
هو مثقل ، بجلجلةٍ من ماضٍ، عنيد
يلغي البشائر ، يماحك الفجر الجديد
والملاح ضاع
أكل الدهر على صبره وشرب
سلم للريح شراعا ً، أضناه التعب
تتلقفه ، شطحات من خيال
تفترس المكان ، لتستلقي ، وتمتد الظلال
ــــــــــــــــــــــــــ
* من ديوان للشاعرة (أحبك حتى إشعار آخر) المُعد في طريقه إلى النشر.