الخميس 18 أبريل, 2024

هل سيولد مسلمون جدد

هل سيولد مسلمون جدد.. وقوميون جدد.؟!!

علي .أ. دهيني

ali

بلا مداهنة وسكب عواطف وتلطي بالمثل الأخلاقية والضوابط الدينية.. فشل الجميع.. قوميون وإسلاميون.!

الإسلاميون فشلوا بعد قرون وعقود في تقويم بناء الدولة التي أرسى أسسها الإسلام بشخص نبيه، وما زالوا شعوباً وقبائل كما من قبل، باستثناء تبديل بالأسماء والانتماء لا أكثر.

عقلية الخيمة ما زالت القدوة والمثل الأعلى.

القوميون فشلوا في تحقيق عقد اجتماعي يتولد منه نظام حكم يدير شؤون البلاد والعباد ويحافظ على الثروات ويستثمر القدرات في بناء مجتمع متقدم قابل للتطور بحسب متطلبات العصر، وبقيت الجغرافيا هي الغاية الأقوى وإدارات الحكم فيها هي الحاكم الأوحد.

وماذا بعد.؟؟

من أقصى الأرض إلى أقربها، من أعلى المقامات الدينية إلى آخر المعتقدين، من عموم التجمعات الحزبية العقائدية إلى جميع المنضوين تحت أسمائها البراقة بالشعارات الدينية والقومية والوضعية.. الكل سقط.

الدولة الإسلامية قامت، وقبل أن تأخذ طريقها للثبات، جاءت حسابات الأمر الواقع بين قوة القبائل وسطوتها، وبين إحلال العقيدة ونهجها، فتبدلت الوجهة وانحرفت الأهداف.

الدولة القومية تأسست بوجه السلطنة وبدعم خارجي، فكانت بلا أيديولوجية ثابتة، وتحركت وفقاً للظروف، فكان للغريب عنها الدور الأبرز في توجيهها في ظل غياب الإمكانية القادرة على تولي الإدارة والحكم، وحين ارتفع صوتها، هبّ داعمها للقضاء عليها، من خلال الخلط بين مفهوم القومية العابر للطوائف والعاقد بينها بعقد اجتماعي يجمع قدراتها، والقيادة الدينية التي لا تعترف بغير عقيدتها، فسقطت قبل أن تولد.

إلى اليوم بقي البحث عن السبب في هذا السقوط المريب، الكل يكفّر الكل، وكل يحتفظ لنفسه بالرؤية الحقة والاعتقاد الصحيح…

أين يكمن السبب.؟

الجمهور المتفلّت من البوتقات الحزبية، يحسن الظن بعقيدته ويقول هؤلاء لا يمثلون عقيدتي، فأصل عقيدتي ومنهجها لا يتوافق مع كل هذه الطروحات القائمة لأنها لا تنتمي إلى العقيدة إنما تتصارع للاستيلاء على مجتمع العقيدة..

إنها السياسة.!

نعم إنها السياسة التي لا استقرار فيها على مبدأ مقدس، إنما براغماتية تتعامل مع الظروف وتهيء الأجواء وتشكل الرأي العام الذي يتوافق مع رؤيتها.

هذه صارت قناعات بديهية عند المجتمع العربي العام.

هل السبب في الإسلام ذاته أم في المسلمين.. أم في الأمة التي نزل الإسلام بلسانها فلم تدركه وبقيت على غربتها في الفيافي الشاسعة.؟

جاء الإسلام إلى أمة العرب ليصلح حالها ويجمع شتاتها ويوفّق بين قبائلها ويوحد بين عشائرها، لكنها من أول الطريق لم تسمح لهذا الدين أو الدستور أن يسير كما هو مخطط له، إنما حرفته من خلال اجتماعها الأول الذي ـ كما يقال ـ أعاد للقبيلة والعشيرة، دور الحكم والحاكم، ورفضت النهج والقانون والنظام.

ضربت الدولة الإسلامية منذ اللحظة الأولى، وكانت القاعدة هي: إن أردت أن تهدم مجتمعاً فما عليك إلاّ أن تشرذم أبناءه وتوجههم باتجاهات مختلفة وتغرقهم بالتفاصيل الكاذبة.

وهذا ما حصل..

إن تقولوا إن الإسلام قادر على قيام دولته، ليوحد المجتمع، ويحكم بالعدل، وينمي القدرات ويحفظ الحقوق، يؤلف القلوب، فاثبتوا ذلك بالعمل وليس بالكلام.

فالإسلام، بحسب فهمنا، جاء لكرامة الإنسان وعزته ورفعته ورقيه وسواسيته دون تمييز بين إنسان وإنسان.

وإن تقولوا إن العروبة جامع مشترك لقيام دولة، فأثبتوا بالعمل وليس بالكلام. إن الأعداء كُثر، وسلاحهم الأمضى هو تفريق الصفوف وتمييز الطوائف.

الكل سقط.. ونقولها بلا حذر.. مطلوب إنسان مسلم جديد يعي ما جاءت به رسالته، والقومي عليه أن يولد من جديد في وعيه لمتطلبات قوميته ونبذه لجغرافيته القاتلة.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *