الخميس 28 مارس, 2024

مهرجان بيروت لعروض الشارع..

مهرجان بيروت لعروض الشارع.. الفن يحمي نفسه

جوزيت أبي تامر

8367c7dd-3d8f-412f-89b6-87db785dd213انطلقت أمس (الجمعة) فعاليات «مهرجان بيروت لعروض الشارع»، من حرش بيروت تزامناً مع افتتاح معرض «أيام العلوم»، بعرض راقص قدّمته فرقة جوزيف تريفلي السويسرية بعنوان «مخلوق»، على أن يُعاد العرض نفسه في أسواق بيروت اليوم (السبت) في الساعة السادسة. يقدّم العرض التراث الإنساني برؤية معاصرة ويعتمد على الأدوات التي استخدمها الإنسان البدائي مع الاستعانة بأزياء مصنوعة من المواد المعاد تدويرها في كوريغرافيا من تصميم الفنانين جوزيف تريفلي وغابور فارغا.

بمشاركة الراقص غيولا تشيريبيش، يقدم تريفلي عرضه في بيروت بعد جولاته في أكثر من عشرين بلداً حول العالم، ويقول في حديث للـ «السفير» إن العرض المقدّم في بيروت سبق أن عرض في جنيف وسبع مدن سويسرية أخرى وسيتنقل لاحقاً بين فرنسا، ألمانيا وهنغاريا. يضيف الفنان المجري الأصل، والأسترالي الجنسية والمستقر في سويسرا منذ العام 1996: «نطمح الى تقديم عرض يكلّم الجميع بلغة عالمية من خلال البحث عن أصول الرقص بكوريغرافيا مستوحاة من التقاليد والطقوس القديمة واستخدام أزياء لا تمثل ثقافة معيّنة، لكنها تذكر بالحضارات الأفريقية والشرق أوروبية ومجموعة من الثقافات المختلفة». عن تنفيذ الأزياء بالمواد المعاد تدويرها يعلّق تريفلي ممازحاً: «الأمر مهم بالنسبة لكم في بيروت، تدوير النفايات بات من المسائل الأساسية في الوقت الراهن». يغطي تريفلي وتشيريبيش وجهيهما خلال العرض لتركيز اهتمام الجمهور على حركة الجسد التي تنقل «تصرفات الإنسان وانفعالاته وأسلوب تعبيره من خلال جسده قبل أن يطوّر اللغة، وهذه المرحلة هي تراث مشترك لكل البشرية».

يفكّك الراقص العالمي التقاليد القديمة ويعيد تركيبها في قالب معاصر لتلائم الجمهور، ويقول متحدثاً عن تجاربه بين المدن المختلفة: «عندما نسافر من مكان إلى آخر نناقش تفاعل الناس معنا وننقل قصص الشعوب، نحن محظوظون لأننا نعاين ثقافات مختلفة، ففي بيروت وجدت أن الناس منفتحون ومهتمون بالنقاش والتواصل ومشاركة الأفكار». إضافة إلى العروض يقيم تريفلي اليوم ورشة تعليم رقص في «زيكو هاوس» من العاشرة صباحاً حتى الأولى بعد الظهر.

يستكمل «مهرجان بيروت لعروض الشارع» نشاطاته ظهر اليوم في «سوق الطيب ـ أسواق بيروت» مع عرض بعنوان «المعلميّة ما بدا معلّم» لراوية الشاب التي تلعب دور سيدة أعمال تحاول أن تبيع شريكها في العرض المسرحي الفرنسي أنطوان بوغيي، في تفاعل مع المارّة لإلقاء الضوء على الأعمال المنزليّة والمستخدمين.

تحمل هذه العروض المبنية على تفاعل الفنانين مع المكان والجمهور رسائل رمزية بحسب منظّم المهرجان مصطفى يمّوت المعروف بـ «زيكو» الذي يعود بالذاكرة إلى إنشاء «زيكو هاوس» منذ 20 عاماً قائلاً: «كان نوعاً من تنمية ثقافية لمختلف الفنون المعاصرة، ومنذ العام 2002 بدأ مهرجان بيروت لعروض الشارع بنقل الفن الى الشارع والتوجّه نحو الناس بطريقة منظمة لا مرتجلة، حيث تندمج أنماط الفن ويلتقي الفنان بالجمهور بشكل مباشر في محاولة لجذبه إلى المسرح».

يشير «زيكو» إلى أن النزول إلى الشارع كان بمثابة أمر معيب بالنسبة للفنانين، لكن الأمور تختلف اليوم فعروض الشارع «متشعبة ولا تقتصر على المسرح والرقص وتعتمد على أفكار مبنية على أساس ان الفنان ذاهب ليفرض نفسه على جمهورٍ بأذواقٍ مختلفة من دون حماية خشبة المسرح، وفي هذه الحالة على العرض ان يحمي نفسه».

يستكمل المهرجان أنشطته بعد أسبوع في الثاني والعشرين من الشهر الجاري مع جمعية «BIB» برئاسة غادة واكد التي تقدّم ثلاث تدخلات مكانيّة في وسط بيروت يقوم أحدها على تركيب مقصلة كبيرة، وفي اليوم نفسه يقدّم هادي دميان عرضاً في ساحة ساسين، يليه عرضٌ في الثالث والعشرين من تشرين الأول الجاري في كورنيش المنارة، وعرض ثالث في اليوم التالي في أسواق بيروت.

في الخامس والعشرين من الشهر الجاري تقدّم فرقة هولندية عرض تدخّل مكاني في أسواق بيروت لأشخاص بلباس غريب يتحركون ويشكلون مجموعات بين الناس مستخدمين الحيّز العام، وفي التاسع والعشرين يقدّم عبيدو باشا عرض «ماذا تفعل هنا» مخاطباً التماثيل المتواجدة في وسط المدينة بالميغافون. الختام في 31 مع عرض لفرقة «جنريك فابور» الفرنسية بمشاركة لبنانيين يتضّمن مسيراً لمسافة كيلومتر تتخلله ألعاب ناريّة واستعراضات تنتهي بتكسير براميل تمثّل براميل النفط.

يعتبر زيكو أن «مهرجان بيروت لعروض الشارع» من تنظيم «زيكو هاوس» (مصطفى يمّوت ورولا قبيسي) بدعم من السفارة السويسرية، السفارة الفرنسية، «سوليدير» و «ديكو بلان»، هو شكرٌ للمواطنين الصامدين في بيروت على الرغم من الظروف، مضيفاً: «بعد 13 سنة من العمل، يمكن القول إنه بات لدينا فنون شارع في البلد وفرق متخصصة، حتى أن بعض المهرجانات الكبرى بات يستضيف عروض شارع».

نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-10-10 على الصفحة رقم 13 – ثقافة

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *