معارك الصبر
معارك الصبر
روعة يونس
المرأة التي وقعت هناك
تطفئ مصابيح الكلام
وفي فمها ماء، على الماء
وكذا كان عرش ربّها
والذين يجوبون صحراء الزمان
قطفوا من نخيل صبرها رُطب النجاة
ما بقي في الشرق غيرهما
خصمان اختصما على البريء الوسيد:
حَدّادٌ صنع للغريب سيوف ضلال
وضالٍ سفكَ وشرب الدم الحرام
وليس لخلاصها إلاّ نصر قلوب
تسعى بين الوريد والوريد
يندسّ الخوف خِلسة بين جميعها
يضيق البئر
صوت يهدد: لا تتحركي.. لا تتنفسي
وصدىً يردد: بل قولي واقرئي باسم وجعك
فالصمت ما ساند سواكِ ولا دعم
حيّ على الموت اشتهاء
حيّ على الاشتهاء حياة
لا تكبّري مثلهم، لا تقولي لا، في أوان النَعم
أما أنت: رتّب مواعيد القلق
لا تُحدث فوضى
في عروق الدرب
هذه بكرة الشؤم
وتلك عشية الحزن
لا تخادع عينك
للفجر سجادة سواد
وللشمس زيف الشعاع
يلبس قمرك ثوب الحداد
فلا ترقب الأمل
لا طاقة به
ولا طاقة له
يمدُّ منها رأسه
ودّع معارك الصبر
جنود أساك لا تجيد حركة إلى الوراء دُرْ
متْ ولا تقتل بك مشيمة الصلاح
اذهب بعيداً في أملك، في يأسك
اختر ما شئت
حلواً مراً مالحاً
لكن، كن فالحاً
لا تُحيي على السلاح.