متابعة

غيـرة إمـرأة

غيـرة إمـرأة

حليمة بريهوم ـ الجزائر

751383724كعادتها في كل صباح ، جهزت له ما يريحه من فطور، وجرائد، وسجائر.. وإبتعدت تتأمل كيف يتعامل مع عاداته الحسنة، وأيضاً، السيئة، كل يوم منذ عرفته..

في جلسة فيها السكون أكثر من الحراك، وفي مشهد يبرر الهدوء الذي يسبق العاصفة، جمعت كل الملاحظات، نفذ الصبر عندها وقررت أن تحاوره :

قالت له : لو كنتُ أنا السيجارة ، هل تعاملني بهذا اللطف، تخرجني من “علبتي” المقفلة.. تحررني، تحملني، تلامس جوانبي، ترفعني بين إثنين، تشعلني، تقرّبني لتضمني شفتاك؟؟!

نظر إليها وأخذ رشفة من فنجانه ووضع السيجارة وقال لها مبتسما :

أتغارين؟؟

تغارين من علبة السجائر؟

قالت: بل من السيجارة..

(وتغيّر مزاجها)

قال لها: تعالي بلا زعل، تعرفين أنني أحبك .

قالت: ليس أكثر منها.. تدللها ولا تبتعد عنها.. ماذا لو قلت لك:

ضمني مثلها واستنشقني.. أدخلني (رئتاك).

أسكني  صدرك للحظات.. بلا عراك..

اتركني أنظف ما علق دوني هناك..

أخرجني بتنهيييييدة من حشاك..

مرة واحدة..

 بزهوٍ..

لا حراك..

وقبل أن تبرد قهوتك..

هناك..

تكون تخلصتَ من الهلاك..

إدمان السيجارة تملكك.. سكن رئتاك..

اجعلني هي.. فأنا التي تهواك.

صفّق وقال: يا لغيرة النساء..

استعدي.. ومدّ يده: سأُشعل عود الثقاب!!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ياله من تعبير رائع وصادق ودقيق لوصف غيرة امرأة من سيجارة …
    قمة في الروعة…
    تحية كبيرة لك سيدتي حليمة بريهوم على هذه الكلمات الراقية المعبرة..
    دمتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى