غزّة
غزّة
مصطفى سبيتي
يا عروساً ، خُطّابُهــا بذلــوا المَهْرَ دمــاً ، والنفوسَ ، سَكْبــاً وَهْبــا
مِـن رضيـعٍ أرْوَتْـهُ في رحِـمِ القبرِ ثُديُّ التـــرابِ نُسْغــاً فَشَبّــــــــا
أو شَلــولٍ اغتيــلَ غدراً فحـــادتْ عن حيــادٍ ساقــاهُ وارتــدَّ وَثْبـــا
أو صَبيٍّ قـد راعَــهُ زَرَدُ القيـــدِ صَديئـــاً في معصمَيــكِ فَهَبّـــــــا
فبَنُـــوكِ سنابــلُ النصــرِ فُتَّــتْ في ثـراكِ لتملـأَ الأرضَ حَبّــــــا
أمس وارَيتِهــمْ فُرادى فقــامـــــــوا هَـدْأةَ الفجــرِ فيــكِ سِرْبــاً سِرْبــــا
عاد موسى ( عصاهُ) ، طهَ (هُداهُ) وحسينٌ ( أصحابُهُ ) ، لك صَحْبا
رابطوا في دجاك نُـورا ، ونَـــوْرا في ربــاكِ ، وفي سمائـكِ سُحْبــــا
كَمَـنَ الثـأرُ في ثنــايــا أســــاهُمْ كلمـا اهتـزَّ غـاصبــوكِ اشْرأبّــا
غـزةَ الطُهْرِ ، روْنقَتـكِ الجراحــاتُ لحاظــاً ، كمــا السلاسلُ ، هُدْبــا
غيَّـضَ الغـادرونَ مجــرى تُقــاكِ عكَّــروا نبعَــكِ النقــيَّ العـذبـــــا
ما حَسبْـتِ ، الأوهــامَ يسقيــكِ وِرْدٌ مُـذْ أبَحْتِ بضفَّتيــكِ الشُــرْبــــــا
أبْهَــمَ الــودَّ والعــداءَ لدَيـــــــــكِ حُلفـــاءٌ غــدَوا لقهــرِكِ حِزْبــــــا
كلمــا صُنْتِ مِــنْ عـــدوّكِ جنبـــــاً أتلفَ الغــدرُ ، حيثُ آخَيْتِ ، جَنبــا
فربيــعٌ منــكِ استعــــارَ شــــذاهُ اكْمَــدَّ زهْــراً لَدَيــكِ واسودَّ عُشبا
مِنْ صحارى اكتسَتْ بفَيْئكِ زهــواً أخجلتْ رمْلَها العروشُ الجَدْبــــــا
سلَّطَ الجهــلُ فــوقَهـــا أمـــراءً هــمْ عِداكِ وإنْ بـدَوا لكِ عُرْبـــــا
وملوكــا لــو داسهــم نعــل طفــل مــن (جِنينٍ) مـا شرَّفوا منـهُ كَعْبا
وجيوشاً، مِنْ خُبْزنا ، رهنَ صهيو نَ ، كلابــاً لأَمنِـــهِ تَتَربّـــــــــى
ورُعــاعاً تُسمّـى عليـكِ شعوبـــــــاً غَوْثُها ، إنْ صَفــا ، فنَوْحــاً وندبا
قـد بُليــتِ بأغــدرِ النـــاسِ عهـــــداً خذلـوكِ يــا أطهــرَ الأرضِ تُرْبــــا
أوْدَعـــوكِ ســوقَ الرقيـقِ وأَلقَــــوا في مـــزادِ النخّــاسِ شرْقــاً رحبـــا
هتكــوا سِتْــرَكِ الشـــريفَ وصدّوا مــن أرادوا أرواحَهـــمْ لكِ حُجْبــــا
فغبيٌّ مــن لا يــرى العـــارَ فيهــــمْ والمُــوالي لهــمْ أضـــلُّ وأغْبــــى
بـاتَ مرجــاكِ في التحــرُّرِ مـا لــم تُمْــحَ تلكَ العــروشُ ، حلمــاً صعبا
فانْـزَعي التـاجَ عــن خَذولٍ جبــــانٍ وهَبيــهِ لمــنْ صرخْــتِ فلبّــــــى
واعبُري الليلَ، في سمــــاكِ شموسٌ عاصفــاتٌ شظَّتْ بأرضــكِ شُهْبـــا
حـاقـداتٌ ، لكنْ كما نقمــةُ المقهــورِ كفّــــاً صَلْبــاً وجَفنـــاً رَطْبـــــــــا
فاهجري الصفحَ عـــن عدوٍّ تمــادى بكِ فتكاً ، كمْ ساءكِ الصفحُ عُقبــى
حيــنَ كــانَ المسيحُ يرعى خِرافــــا قـالَ : صفحـاً . وأنتِ ترعينَ ذِئبا
واشْهـري ( الموتُ للغزاةِ ) شعاراً نقْتفيهِ . مَن قالَ : ذا ليس حُبّــــا ؟
وارْسلي الطعـنَ في الطغــاةِ دِراكاً منطقُ الثــأرِ سـادَ شرقـاً وغربــا
وزمــانٌ فيــهِ الصليبُ يُـــداري صالبيـهِ انتهآى ف غـزَّةُ : حربـــا