شرابة خُرج
شرابة خُرج
منال عمار ـ تونس
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ أﺭﺳﻄﻮ : ﺗﺤﺪﺙ ﺣﺘﻰ أﺭﺍﻙ.
أﻧﺎ أﻋﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﻪ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ أﻓﻬﻤﻬﺎ إﻻّ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ أﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﻪ ﺑﺎﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑأﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﻪ ﻃﺮﺩﻳﻪ ﺑﻴﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻚ ﻭﻣﻈﻬﺮﻙ ﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻱ . ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻌﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ أﻧﻚ أﻣﺎﻡ فترينة ﻣﺰﻳﻨﻪ ﺑﺜﻼﺙ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﻧﻮﺑﻞ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻭﻛﺴﻔﻮﺭﺩ ﻭﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ، ﻭﻋﺪة أﻭﺳﻤة شرفية ﻣﻦ ملكة ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻨﻤﺴﺎ، ﻭﺻﻮﺭ ﺗﺬﻛﺎﺭية ﻣﻊ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻫﻮﻛﻴﻨﻎ ﻭﻧﻌﻮﻡ ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ.
ﻭﺑﺤﺮﻛﺎﺕ ﻻ إﺭﺍﺩية ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﺟﻠﺴﺘﻲ ﻭﺑﺪأﺕ ﻓﻲ ﺷﺤﺬ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻮﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﺜﻞ ” الايديولوجية ﻭﺍﻟﺘﺒﻮﺗﻖ” ﺛﻢ أﻃﻠﻘﺖ أﺻﻮﺍﺗﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ” إﺣﻢ إﺣﻢ ” .
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ امرأة ﺗﺎفهة تأتي إﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍلأﻣﺎﻛﻦ ﻓﻘﻂ لتقول أﻧها ﻣﺜﻘفة.
ﻭﺻﻞ ﺑﻲ ﺍﻟﺤﺬﺭ إﻟﻰ أﻥ ﺑﺤﺜﺖ ﻣﻄﻮﻻً ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻟﻠﻄﺮيقة ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻋﻠﻰ تحية ﻣﺜﻞ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻲ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ . ﺑﻞ إﻧﻨﻲ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﻟﻮهلة أﻥ ﻟﻔﻆ ” ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﺭ ” ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻟﻔﻈاً ﺳﻮﻗﻴﺎًً ﻻ ﻳﻜﻒ ﺍﻟﺼﻌﺎﻟﻴﻚ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﺑﺪﻩ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ . ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺍﻋﺘﺪﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ أﻥ أﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣأﺯﻕ ﻛﻬﺬﺍ ﺑﺴﻬﻮﻟﻪ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮة ﻗﺎﻃﻌﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﻗﺒﻞ أﻥ أﺭﺩ ﻋﻠﻰ ” ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﺮ ” ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﻪ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ، ﻭﻻ البراغماتيون، ﻭﻻ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﻮﻥ.. ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﻔﺴﻔﺎﻃﻴﻮﻥ ﺣﻼً (ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻼسفة ﺳﻔﺴﻔﺎﻃﻴﻮﻥ؟ ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ). ﻭﺳﺄﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻃﻠﺒﺎﺗﻨﺎ. ﻫﻨﺎ ﺑﺪأﺕ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻣﺮﻩ أﺧﺮﻯ ” ﻣﺎﺫﺍ ﺍﻃﻠﺐ !؟ ” ﻫﻞ أﻃﻠﺐ ﻛﺘﺎﺏ ” ﺭأﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻜﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ” أﻡ أﻃﻠﺐ “ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﻻﻳﻤﺎﻧﻮﺅﻳﻞ ﻛﺎﻧﺖ “، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻔﺎﺟأﺖ أﻥ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻗﻬﻮﺓ. ﻳﺎ ﻟﻐﺒﺎﺋﻲ!! ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺮﺍﺑﺎً . إﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﻲ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﺮحلة ﻣﺎﺳﺎﻭية. ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﻥ أﺻﻤﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ.!!
ﻗﺮﺭﺕ أﻥ أﺗﺼﺮﻑ ﺑﻌﻔﻮﻳﻪ ﻭﻟﻴﺬﻫﺐ إﻟﻰ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻫﻮ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﻤﻦ ﻭﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﻮﻉ . إﻥ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺜﻠﻲ ﻭﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ملأوا ﺭأﺳﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ. ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺎﻟﺘﻪ : أﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮﻱ ﻭﺗﻌﺮﻑ أﻧﻪ ﻣﺤﺒﻮﺏ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ “ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﻪ ﻋﻤﻞ إﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﻟﻜﻦ …” ﻭﻗﺒﻞ أﻥ أﻛﻤل ﻛﻼﻣﻲ ﻗﺎﻃﻌﻨﻲ ﻗﺎﺋﻼ : “ﺩﻋك ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ . أﻧتي ﻻ ﺗﻌﺮفي ﺷﻴﺌﺎً . ﻭﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺠﻮﺯﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﺝ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﺫﺑﻮﻥ ﻭﺧﺪﺍﻋﻮﻥ . ﺛﻢ إﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮﻱ أﻱ إﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮ . ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀ !!!
يا للهول!!!!