دراسة نقدية للرواية اللبنانية على ضوء المنهج البنيوي
(شاي أسود) أنموذجاً
أعدّته ووضعته الدكتورة
رائدة علي أحمد عاصي
المقدمة
إن البناء الروائي هو الكلّ اللغوي السردي الذي تنتظم عناصره في نظام يصنع أدبيته ويكسب فاعليته، وقد نتفق مع توماشفسكي على “أن دلالات العناصر المفردة للعمل تشكل وحدة هي الغرض الذي يتكشف خلال العمل كله(1 ).
فمن هذه العناصر التي هي جزء من البناء الروائي، سندرس عالم رواية شاي أسود لربيع جابر متعرفين على الصيغة السردية التي تشتمل كلّ القضايا المرتبطة بمختلف طرائق تنظيم الإخبار السردي(2 ).
ومن هذه القضايا قضية تحكّم رؤية المُؤلّف بتشّكل البناء الروائي، وهي ما تُعرف بوجهة النظر أو المنظور الروائي. وتحدّد موقع الراوي وعلاقاته بالشخصيات، والثانية تتعلّق بمنظومة القيم العامّة التي تعتنقها الشخصيات في الرواية، وليس لدى الكاتب، وتُعرف بالمستوى الأيديولوجي. والثالثة تتعلّق بأساليب التعبير التي يلجأ إليها الراوي في عملية القصّ، وتُعرف بمستوى التعبير، وهي كثيرة تندرج تحت أسلوبين عامين هما الأسلوب المباشر، والأسلوب غير المباشر.
من هذا المفهوم نطمح في هذا البحث دراسة هذه القضايا، وعرضها والتعمّق بها، إضافة إلى الأيديولوجية، وما لها من فعاليّة عظيمة الأثر في حياة الشخصيات في رواية شاي أسود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – الشكلانيين الروس؛ نظرية المنهج الشكلي، تر. دابراهيم الخطيب، بيروت، والرباط، مؤسسة الأبحاث العربية والشركة المغربية للناشرين، ط1، 1982 ص 175.
[1]) ) نبيل أيوب؛ الطرائق إلى نص القارئ المختلف، ص 112.
