حينَ أتلذذُ برائحةِ صوتكِ
حينَ أتلذذُ برائحةِ صوتكِ.. لسانكِ يرسمُ وجهي
كريم عبدالله*
خلفَ حاجبكِ المفروكَ بالزعترِ البريّ تحتشدُ خيولي ..
تركتْ أعنّتها في شعركِ المسترسلِ بعيداً هاربةً ..
أجراسُ أقراطكِ هيّجتْ طيوري في تلولِ الصدرِ
***
كؤوسٌ على مائدةِ الشفتينِ نازفةً بمواعيدِ اللقاء ..
هتافٌ يتناهى عبرَ أخاديدِ فناراتٍ مهجورةٍ ..
عشعشَتْ على عباءةِ الوهمِ نذورسنواتي المجدبة
***
خائفةٌ ساريةُ شموعكِ أنْ تنزلَ
***
لهفةُ الشوقِ قدْ تُغرقُ بقايا أقمارنا ..
تلمّعينَ الأبوابَ وتغزلينَ وجهي بحضنِ الأمنيات
***
الدفوفُ التي أيقضتها فاكهةٌ في منابعِ خمرتكِ ..
عتّقتْ رغباتُ الأنامل حينَ تهذي في دوائركِ ..
تتريثُ كنوزكِ المتدلية في بئرِ إشتياقي شهوةً جامحة
***
ذكرياتكِ الخضراء تنمو في مخيلتي ..
أتلذذُ برائحةِ صوتكِ في اوراقي الرطبة ..
تعرجينَ دائماً في ليلي تحتطبينَ الخطوات …
تحتَ ملابسِ الخجلِ ترتجُّ ايام المرح ..
يشخرُ هذا الطريقَ يبحثُ عنْ أقدامِ الضجر ..
لكنَّ مفاصلَ البراعمِ تتنوّرُ بأحلامِ الليمون …
لسانكِ يرسمُ وجهي فاغني على تضاريسِ أوهامي ..
فراشاتكِ تهاجرُ كلَّ ليلةٍ تبيتُ في باحةِ عشقي ..
تحومينَ حولَ قناديلي شذىً يفوحُ ينتعشُ في لوحاتي
***
العتمةُ المكابرة في أنهاركِ تهزُّ أهدابَ الغيومِ الجامحة …
نبيذكِ مطراً يتساقطُ يتشظّى بأعماقِ رموزي ..
فكلَّ طفولتي كانتْ رهناً لأيامكِ القادمة
***
المباهجُ في العيونِ تشعُّ بشراهةٍ ..
البُرَكُ المملؤةِ نشّفها طوفان الظمأ ..
وأنتِ تنثرينَ البذورَ في أخاديدي تمطرُ الحسرات
***
في عطركِ أعودُ ثملاً أتبخترُ أُغلقُ سراديبَ غربتي ..
مفاتيحُ المنافي مفقودةٌ في ساعاتِ يومكِ ..
فالربيع للآنَ تُثيرهُ رائحةُ أنثى تكنسُ الذاكرة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
العراق ـ بغداد