همس الخاطر

جواباً على نبوءة الشَّابي

جواباً على نبوءة الشَّابي

الدكتور نزار دندش يحاور قصيدته

قبل سبعين عاماً كتب الشاعر التونسي الراحل أبو القاسم الشابي رائعته الشعرية:

إذا الشّعْبُ يَوْمَــاً أرَادَ الْحَيَــاةَ

فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ

ولا بُـــدَّ لِلَّيـْـــلِ أنْ يَنْـجَـلِــي

وَلا بُــدَّ للقَيْــدِ أَنْ يَـنْكَسِــــــر

وقد غدت على لسان كل عربي، حتى أنّ بعضها قد دخل في النشيد الوطني التونسي .

وقبل عام كتبت من وحيها جواباً واعتذاراً.

واليوم أردتُ ان أقف على أطلال نبوءتِهِ لأقول إنه كان يكتب عن شعبٍ ليس من شعوبِ كوكب الأرض، وليس من شعوبِ هذا الزمان، فقلت مخاطباً أبياته:

أبا القاسم الشابيّ عذراً

واليكَ بيانَ اعتذاري

بالمفيدِ المُختصرْ

هنا الشعوبُ لم تعدْ تحبُّ الحياة

وهنا … لم يعد يستجيبُ القَدَرْ

وهنا الليلُ الطويلُ

لا ينجلي

وهنا الفجرُ

قضاءٌ أو قَدَرْ

وهنا الشعبُ العنيدُ

قد تلاشى

وهنا عبيدُ المالِِ

قد قيَّدوا كل البشر

وهنا الطموحُ

أقصاهُ خبزٌ

ودواءٌ

ووقودٌ

ولحومٌ

أو خُضَرْ

وهنا الريحُ

لا تُدَمْدِمُ

أو تزمجرُ

فقد قطّعوا

أغصانَ الشَّجَرْ

أنتَ باركتَ

في الناسِ

أهلَ الطموحِِ

ومن يستلذُّ ركوبَ الخطرْ

فكأنّا بكَ

قد عشتَ عمراً

في زمانٍ قد عَبَرْ

فاليومَ لو خرجنا في تظاهرةٍ

لتَصَدَّتْ لنا

حُسالاتُ البشرْ

فقؤ العيونِ

قد غدا

تمريناً

لمن برمايتِهِ افتخَرْ

وهنا الأرض لم تعد قُدساً

بل ممرٌّ

لمنْ تاهَ

أو تسلّى

أو عبرْ

وهنا القدس لم تعدْ حُلُماً

بل شعارٌ

من شعارات السمرْ

واليومَ لو كتبنا قصيدةً

لَمَحاها مَنْ على القومِ اقتدرْ

باتَ الغزالُ يمشي

خلفَ صائدهِ

وترانا نرتمي

طوعاً

في المجاري والحُفَرْ

واليوم ما عاد في السماء نجمٌ

أو قمرْ

والشمسُ  خَضَّبَها حياءٌ

ما عاد يسبقها السَّحرْ

أبا القاسم عفواً ومعذرةً

فاليومَ قطعاناً غدونا

واسْتَقَلْنا

من مواصفاتِ البَشَرْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى