الجمعة 29 مارس, 2024

جحود عبد مهمل

روعة يونس.. في (جحود عبد مهمل)

  علي .أ. دهيني

 12167168_407369202804254_1484959767_nلا يُعرف سبب عزوف الأديبة والصحفية روعة يونس عن كتابة الشعر في صفحتها مؤخراً رافعة شعار “يسقط الشعر لأنه يضل الدرب ولا يصل” (!) لكننا نعرف أننا حصلنا على نص خصت به “مدارك” الموقع الوحيد الذي تطل من خلاله ويسعدنا أنها تصرّ عليه. ويسعدنا وعدها أن تعود شمس شعرها للإشراق قريباً في صفحتها.

 في “جحود عبد مهمل” تندب سيدة النص أو الشاعرة روعة الآخر. تبدي حزنها وأسفها ووجعها على حال الجاحد للحب والخير والإحسان. ترشدنا في طيات النص إلى قبر الإنسانية الضائعة، ترثي المشاعر المهدورة والدم المسفوك بيد جاحد مهمل رغم الإمهال ومحاولات استيعابه. لكن المفارقة أنها -كما ستلاحظون- تكتب بالسكين كمن يطعن بعد نفاذ صبره!

نصٌ جودته تتمثل في قدرة الشاعرة ليس فقط على فضح مثالب الكذب والتخلي والخيانة في مجتمعنا بمختلف أشكال العلاقات الإنسانية. بل أيضاً على وضع حدّ لولوغهم في الدم الطاهر للجرح المفتوح! عبر صور شعرية متميزة ولغة –كما قلنا- ثاقبة قوية مفعمة بالكبرياء والعنفوان تفردت بها الروعة دائماً.

(جحود عبد مهمل)

 روعة يونس

أصفق العَشرة بالعشرة

وأعض على إشارات الاستفهام

فكل الإجابات محض أسئلة!

خـرّ الجبل عند قدميه.. ركله

الجاحد الذي طيّبتُ له الروح ترفرف عالياً

ما طاب له غير سفحهِ

أمهلُ كربٍ ويهمل كعبد!

في كل ليلة

يشدّ جنوني للقلب مِئْزَره

كذبَ أحبكِ.. وخانَ أحبكِ

حتى صاحت جثتي: لا

  “لا يتسعُ صدرك

لضمَّ كوناً بأكمله”

مـذ بات بين يديك هشيماً

والنار فينا تاء متحركة..

لنفترق

منعاً لالتقاء الساكنين.

هـا قد سقط الماء عن الماء

وحصدنا غلال بطشك

فلا تزرع مجدداً هنا

في قلبي أنا، عطشك

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *