الجمعة 29 مارس, 2024

تهنئة

تهنئة

taha

لمناسة التقاء عيدي ميلاد الرسول الأكرم والسيد المسيح، وصلتنا هذه الرسالة من الأديب الشاعر والباحث الفلسطيني المتوكل طه:

يطيب لنا ، في هذه الأيام ، ونحن تحت أقواس الدم والأمل ، أن نتقدم منكم بخالص التهنئة على اجتماع ثلاث مناسبات ، هي ميلاد رسوليْن وانطلاق ثورة ! في لحظة يواصل فيها شعبنا العظيم خروجه الباسل بكامل سخونته، إلى ذكرى الثورة المتجددة ، يحمل قلب الريح، كأنه عاهل العاصفة،  مُشْبَعاً بغضب الأشجار التي ماتت واقفة، ولن تركع! كأن رباطه وتحديه ودفاعه عن عرضه وأرضه قِطَعٌ من غضب الليل الذي سيكنس البساطير الثقيلة من ليل المدن والقرى، ويجعل يقظة الخوف أبديةً في حدقات المحتلّين .

ولميلاد عيسى ومحمد – عليهما السلام –  تضافر الدمع بالحبق، واختلاط أعراف خيول الفتح بشهد أفراس السلام، ويقظة الحجر والينبوع ، أو لقاء البرق المخزون في غيم كانون بتردد الرعد في عباءة العودة إلى البلاد.

وإذا كانت الانطلاقة إيذاناً بالخلاص الأكيد حتى القدس عاصمة إلى أبد الداهرين ، فإن مولد الحبيب المصطفى دعوة متواصلة للحياة والسماحة والنماء ، مثلما أشرقت المغارة بالجنين الرسولي، لينهض  القتيل من موته وتكتمل دروس المحبة ، وتصحو مدارك الشهود الذين رأوا المسامير الدامية ولم يصرخوا في وجه الحديد .

 وعلى الرغم من حمأة الزنازين وعين المتراس الحمراء وهتافات الشهداء المحمولين إلى السماء والحرائق الاستيطانية والبيوت المشتعلة بأصحابها والأشجار المخلوعة عن عَرْشها الأبدي ، في مدن قطعوا رأسها في زمن السلام الجنائزي .. فإننا ندعو مع أنبيائنا الطاهرين وأرواح الشهداء الأبرار للتكاتف والصمود والوحدة في وجه الصلف والعربدة الاحتلالية ، للرد على كل مفردات العنصرية والفرقة والموت السوداء.

عشتم وعاشت الذكرى .

وعلى الأرض السلام

المتوكل طه

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *