تكريم الشاعرة ناهدة الحلبي
“جائزة العنقاء الذهبية” في يوم المرأة العالمي
تكريم الشاعرة ناهدة الحلبي
تأبى الشاعرة ناهدة الحلبي إلا أن تسبك كلماتها أساور من ذهب تليق بالقصائد التي تتجلى فيها روحها الأدبية وانتماءها للغتها الجميلة، ناهيك عن الموضوعات التي تنتقيها بدقة وحرفيّة لتكون لغة حوار عند المتلقي ما أن تسري إلى سمعه، إلى جانب انتمائها الشعري إلى الجيلين الأول والثاني من الشعراء العرب، فتجعل قصيدتها حبلاً من التواصل التاريخي مع ذلك الزمن، من حيث السبك وصياغة البيت ومفرداته.
وهذا ما التقطته الهيئة المشرفة على “جائزة العنقاء الذهبية الدولية”، فكان لا بد أن تبادر إلى إدراج إسم الشاعرة ناهدة الحلبي في لائحة جوائزها لتكريمها في قلب وطنها لبنان وعاصمته بيروت التي طالما شكلت المنبر الأوسع والأكثر صدى في العالم العربي.
فقد ارتأت إدارة “جائزة العنقاء” التي تمنح جوائزها للإبداعات العربية، هذه السنة، أن تكون محطتها بيروت لتكريم كوكبة من المبدعات اللبنانيات والعربيات، بمناسبة يوم المرأة العالمي، فاختارت قاعة النادي الثقافي العربي لهذه المناسبة، حيث كرّمت تسع مبدعات من لبنان والعراق الشقيق.
وقد حضر التكريم رئيس النادي الأستاذ سميح البابا ووفد من منتدى “ليل وحكي” الذي تنتمي إليه الشاعرة وأصدقاء المكرمات.
كما ألقت الشاعرة الحلبي قصيدة بهدذه المناسبة بعد تسلمها ميدالية وشهادة التكريم من الأديب محمد رشيد مؤسس “جائزة العنقاء الذهبية الدولية”.
مع الإشارة إلى أن الشاعرة أهدت هذا التكريم إلى روح والدها المرحوم الأستاذ عبدالله الحلبي الذي توفاه الله من وقت قريب من هذه المناسبة.
وهذه هي القصيدة:
أَيـا دمْعةَ الخدَّينِ مِلْحُكِ سُكَّرُ
أذيقي الورى ما لمْ يبُحْ بهِ مظْهَرُ
أتيْتُكِ مرآةً لكلِّ مرائِري
فأنتِ أنا..كالرُّوحِ في الرّوح تنظُرُ
كِلانا يَعُبُّ الصبرَ من قلبِ موْجَعٍ
وسجَّادةُ الأحزانِ بالسِّرِّ تُخْبِرُ
عليكِ اشتهاءُ اللونِ غُنجةَ زهرةٍ
وحُمرَةَ ورْدٍ فالصَّحارِيُ تُزْهِرُ
إذا كُلُّ شيءٍ في لِحاظيَ أسودٌ
فهل كلُّ شيءٍ في لِحاظكَ أخضرُ !
جمعتُ من الخيباتِ ألْفًا وخيبةً
لأعْصِرَ ما لاَ يُسْتَدَرُّ و يُعْصَرُ
يدايَ نُحاسٌ لوْ تحوَّلَ فضَّةً
لقُلتَ لها: مجْدُ النساءِ سَيُبْتَرُ
رِحابَكِ يا عنقاءُ جئتُ أزورُها
ومُعلنَةً للدّهر أنّكِ أقْدَرُ
ورافعةً صوتي بكلِّ شجونها
لعلّ سماوات الحرائرِ تُمطِرُ
فيا امرأةً في الظلِّ قولي:أنا هنا
وهُدّي حصون الصمتِ فالصمتُ خِنجرُ
فلَوْ بتَرَ الأعداءُ مجْدكِ عُنوَةً
فها هُوَ ذا التاريخُ يَنْفي ويُنْكِرُ
كتبتِ على الأيام شُمَّ صِحافِها
وأدْهشتِ مَنْ سادُوا اليرَاعَ وحبَّروا
مُجاهِدةً تحْشو البنادقَ روحَها
وعنكِ لَتَحْكي حضْرَمَوْتُ وتَدْمُرُ
فهيهاتَ أن تبكي النساءُ تَصاغُراً
فإنْ تصْغُرِ الأبدانُ فالنفسُ أكْبرُ
وفي موكِبِ الأسيادِ سيري تفاخراً
فبِالفِعْلِ لا بالقوْلِ نعْلو ونُذْكَرُ
أتقدَّم من الأستاذ والأديب علي أسد الدهيني رئيس مجلَّة مدارك ثقافيَّة لتكرُّمكم بنشر مناسبة حفل تكريمي من قبل القيمين على مؤسسة العنقاء بشخصها الأديب محمد رشيد خالص تقديري لحضرتكم ووافر مودتي