الشاعر العربي الكبير بدوي الجبل
مهداة إلى روح
الشاعر العربي الكبير بدوي الجبل
الشاعر عبد الحميد سليمان
عَلَى صَهَوَاتِ جَمْرِكَ يَا هَجيرُ
أَرَى صحْرَاءَ يَحْمِلُهَا أَمِيرُ
يقَلِّبُ رَمْلَهَا في رَاحَتَيْهِ
وَيَظْمَأُ قَانِعاً وَهُوَ الْغَديرُ
فيأْسُرُ كُلَّ قَافِلَةٍ عَلَيْهَا
تَسيرُ بِهَدْيهِ أَوْ لاَ تسيرُ
يفَجِّرُ غَيْثَهُ في كُلِّ قَفْرٍ
فَتَخْضَرُّ الْفَيَافي وَالصُّخُورُ
وَيَسْبُرُ غوْرَهَا غَزْواً وَفَتْحاً
لهُ في كُلِّ زَاوِيَةٍ ثغُورُ
يبَدِّدُ عَتْمَةَ الأَسْرَارِ شِعْراً
يمَزِّقهَا فَتَنْكَشِفُ السُّتورُ
وَيَطوي أَلْفَ دُنْيَا بَعْدَ دُنْيَا
عَلَى صَفَحَاتِهَا مَشَتِ الدُّهورُ
وَيَبْحَثُ عَنْ نَخيلٍ لَيْسَ نَخْلاً
وَبَيْنَ جُذُوعِهِ يَنْسابُ نورُ
وَيَسْأَلُ عَنْ سَرَابٍ لَيْسَ وَهْماً
عَلَى مِعْرَاجهِ مَلكٌ يَطيرُ
جنَاحاهُ الْكَوَاكِبُ في الثُّرَيا
وَبَيْنَ ضلوعهِ فَلَكٌ يدُورُ
يعَرِّجُ حامِلاً قَلْباً جريحاً
وفي دِمهِ الذَّبائِحُ وَالنُّحُورُ
وَيَنْزِفُ خَمْرَةً مِنْ أَصْغَرَيْهِ
يديرُ كؤُوسَهَا قَمَرٌ مُنيرُ