الدلالات الفنية في القصيدة البحرينية
الدّلالات الفنيّة والجماليّة
في قصيدة الشّاعرة البحرينية
(نماذج مختارة)
د. درية كمال فرحات
تبحث هذه الدراسة مستويات الدلالات الفنية والجمالية في قصائد مختارة كتبتها شاعرات معاصرات من مملكة البحرين، هن: إيمان أسيري، بروين حبيب، ثريا العريض، حمدة خميس، زينب المسجن، سوسن دهنيم، فاطمة التّيتون، فتحية عجلان، فتحية ناصر، فوزية السندي، ليلى السيد، منى الصّفار، منى غزال، نبيلة زباري، ندى الرفاعي، نعيمة السّمّاك. وتحلل الدراسة قصائد الشاعرات، للوقوف على المستويات الآتية: المستوى الإيقاعي، والمستوى الصرفي، والمستوى البياني، والمستوى المعجمي والدّلالي، بحسب المنهج الموضوعاتي.
المستوى الإيقاعيّ
إنّ موسيقى القصيدة الجديدة تستند إلى بنية إيقاعيّة خاصة، ” ترتبط بحالة شعوريّة معيّنة لشاعر بذاته، فتعكس هذه الحالة لا في صورتها المهوشة التي كانت عليها من قبل في نفس الشّاعر، بل في صورة جديدة منسّقة تنسيقًا خاصًا بها، من شأنه أن يساعد الآخرين على الالتقاء بها وتنسيق مشاعرهم المهوشة وفقًا لنسقها” (1)، فأصبح النّصّ الشّعريّ ينتظم بجميع أجزائه في ” سياق كلي، أو سياقات جزئيّة تلتئم في سياق كليّ جامع يجعل منها نظامًا محسوسًا أو مدركًا، ظاهرًا أو خفيًّا، يتّصل بغيره من بنى النّصّ الأساسيّة والجزئيّة ويعبّر عنها كما يتجلّى فيها “(2). وهذا الإيقاع الذي يبرز في النّصّ الشّعريّ ينقسم إلى مستويين في بنية الإيقاع ” مستوى داخليّ مستتر، إيقاعيًّا، يتّصل بالجانب الخيالي أي اللغة الشّعريّة وما تنطوي عليه من حركة النّفس ورغبتها في الانتظام، ومستوى خارجي واضح ومحسوس أو مدرك بالأذن بصفة خاصة يتكوّن من نظام صوتي وظيفته الأساسيّة تجسيد حركة المستوى الأوّل والتّعبير عن انتظامها من ناحية، ومدّها بقوانين الحركة والقدرة على الانتظام والتّناغم” (3). والحديث عن المستوى الدّاخليّ يعني كلّ علاقات التّكرار والمزواجة والمفارقة والتّوازي والتّداخل والتّآلف والتّجانس، وما يمكن أن ينتج بينها من ترابط يُسهم في تحقيق المراد من النّصّ الشّعريّ.
نجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة نشرت أيضاً في مجلة الحداثة العدد 177-178