الثلاثاء 23 أبريل, 2024

الخيانة هي الخيانة..

الخيانة هي الخيانة.. بثمن كـانت أم مجاناً !

محمد الدسوقي 

dasokiاستدعت الضجة المثارة في الآونة الأخيرة حول عدم كتابة اسم البرادعي مدير وكالة الطاقة الذرية السابق، في كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي، ضمن الفقرة التي أوردت أسماء الشخصيات الذين حصلوا على جائزة نوبل من المصريين، أقول استدعت هذه الضجة الانطباعات التي صاحبت حصول الشخصيات المرموقة من المصريين على هذه الجائزة الثمينة، ومن المعروف أن الذين حصلوا على جائزة نوبل هم الرئيس الراحل أنور السادات، وحصوله على الجائزة كان نتيجة لزيارته لـ«إسرائيل»، وعقده سلاماً منفرداً معها، وهو ما يعني أن الجائزة مشبوهة، وأكبر دليل على ذلك أن الذي اقتسم الجائزة مع السادات هو اليهودي القاتل «مناحم بيجين».

ثم تلا السادات في الحصول على الجائزة في مجال الأدب، الروائي نجيب محفوظ، وما من شك في أن نجيب محفوظ روائي كبير ويستحقها، ولكن هذا لا يمنع من أن هناك بعض المعطيات التي ساعدت في حصوله عليها، منها أن الجائزة أشارت إلى رواية «أولاد حارتنا» المثيرة للجدل، والممنوعة من النشر في مصر بسبب اتخاذها قصة الخلق في القرآن «أمثولة» من الصعب أن يفهمها البسطاء وحتى المتعلمون ممن يظنون أنهم أوصياء على حرية التعبير، ولهذا وصل الأمر بهؤلاء إلى تكفيره، باعتبار الرواية تمسّ المقدس من وجهة نظرهم، وبالضرورة أمانة الجائزة المسيَّسة تدرك هذا، ولهذا كان التعّمد واضحاً في الإشارة إلى هذه الرواية بالذات، وكأنها هي التي جعلت محفوظا يفوز، رغم أنها من أقل أعماله قيمة، ولكن لأنها ستثير الفتنة، فيجب أن تفوز، وبالفعل كانت سبباً مباشراً في أزمة ضخمة وصلت إلى محاولة القتل التي تعرض لها الرجل في ذلك الحين! أيضاً هناك جانب مهم جداً، ولم يلتفت إليه معظم الناس، وأراه الأهم في حصول محفوظ على الجائزة، وأعني موقفه من التطبيع مع «إسرائيل»، فقد كان – رحمه الله – يدعو للتطبيع مع «إسرائيل»، وكثيراً ما كان يصرح بالقول: إنه لا يوجد عدو دائم، ولا صديق دائم، ويبدو أن هذا الجانب من الصورة كان ماثلا أمام الجهة المانحة لهذه الجائزة الكبرى.

أما البرادعي، الذي أثيرت ضجة بسبب محو اسمه من الحاصلين على الجائزة، أرى أنها كانت مكافأة على خدماته الجليلة وأهمها بالطبع أنه ساعد أمريكا على غزو العراق، ومعلوم أن البرادعى نال الجائزة عن «السلام» فأين السلام الذي تحقق علي يديه، وهو يفتش في بلادنا وفي العراق وإيران ويدّعي أنها تمتلك أسلحة دمار، أو في طريقها لتملكها، ويصمت حيال «إسرائيل» النووية، وكلها أشياء كافية جداً للحصول على الجائزة المشبوهة.

أما نوبل الرابعة، فكانت من نصيب عالم الفيمتو ثانية أحمد زويل، ومن المعروف أن زويل حصل على جائزة إسرائيلية تسلمها من الرئيس الإسرائيلي عيزرا وايزمان في «إسرائيل» في عام 1993، وهذه الجائزة كانت التمهيد الطبيعي لحصول زويل على نوبل في الكيمياء عام 1999.

وإذا كانت هذه الجوائز، كما يبدو، مقابل التطبيع، فما بالنا بالخيانات المجانية التي لا يمكن حصرها، ربما آخرها استعداد المعارضة السورية للتنازل عن الجولان لـ«إسرائيل»، ومباركتها أي عمل عدائي ضد وطنهم سورية، وأيضاً تصريح ملك البحرين بأن بلاده لا تمانع في أن تدافع عنهم «إسرائيل»، بل إن ضاحي خلفان قائد شرطة دبي السابق لا يتورع عن المطالبة بضم «إسرائيل» إلى جامعة الدول العربية، وهو ما يشير إلى أن هذه الدويلات البدوية كانت تعمل منذ البدء مع «إسرائيل»، وأمريكا، وتنسق معهما في كل اعتداء على العراق وسورية وليبيا واليمن وأيضا مصر، كل ما هناك أن خياناتهم الخفية، خرجت الآن إلى العلن، وهو ما كنا ندركه بأنهم لا يعملون إلا لمصلحة «إسرائيل» واستمرار بقائها.

نشر في جريدة تشرين السورية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *