قصة قصيرة

أنا.. والشيطان!

أنا.. والشيطان

عُلا الصفدي

221أمواج البحر تتلاطم على الشاطىء بعنف وكأنها تطارد فريستها البشرية!! فلقد قرر البحر أن يكنس عن وجه الأرض تلك الحشرة التافهة التي تنغص السلام على هذا الكوكب.

توقفت عن الكتابة والتفت لمن جلس أمامي فجأة يحدثني قائلاً لي: لقد تحفظت دائماً ضد خلق الإنسان !

سألته يا ابن الصباح، ياذا الوجه النوراني، من يكون ضيفي.؟

فأجابني: أناالشيطان. أنا الشيطان الذي أنتزع الخالق رتبه السامية وأسقطني من السماء. ولن أعود حتى تدفعني البشرية بعيداً عنها. وكيف أرجع وكل نفس بشرية تقع في إغوائي تشكل عائقاً جديداً بيني وبين السماء .

فقلت له: إن الأقران تتشابه. فالملاك الساقط يبحث عن الساقطين أمثاله.

فأجابني بحقد: النفس التي تقف في وجهي وتنتصر علي ترفعني قريباً من السماء.

فاقتربت منه وقلت له: ﻻ أملك الإرادة ﻷرفعك للسماء وجمالك يغويني، فاخرج من غرفتي قبل أن أرتكب خطيئتي معك. فخرج مهروﻻً ﻻ ينظر وراءه.

فقلت في نفسي : الله يلعن الشيطان.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقاربة راقية هادئة فيها الكثير من العمق والتكثيف والروعة . شكرا جزيلا علا الصفدي وموقع مدارك الثقافية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى