أركيله عجمي..
أركيله عجمي..
علي دياب شاهين
رحت اليوم مع صديقي اللبناني المقيم في مدينه لينز النمساوية الى مستشفى حكومي ، عندو موعد مسبق يعمل عملية بنات الاذنين ( اللوزتين ) لبنتو لي عمرها سبع سنين.
ومن عا بوابة الدخول كان كل شي مجهز ، من ملف بحالتها ، ورقم غرفتها ، واسم الطبيب لي بدو يعالجها ، والممرضات المشرفين عليها ، ونوعية الشوربة لي بدها تشربها ، والاكلة لي بدها تاكلها ، وبتخجل على قد ترحيب الممرضات الشقر فيها ، متل كأنك بفندق هيلتون مش بمستشفى حكومي..
والأهم بهيدا الشي ، إنو بعد ما صارت البنت بالتخت ، إجوا ممرضتين ، لابسين ثياب مهرجين السيرك ، يسلوها، ويلعبوها، ويغنجوها، ويرقصولها، ويعطوها هدايا ، وكل ها الشي عشان يصير عندها استقرار نفسي ، وبالمستقبل ما يكون عندها خوف من شي اسمو ( مستشفى )
مش هون القصة..
هاي القصة ذكرتني ببلادنا العربية ، وطريقة تعاملها “الحضاري” مع المرضى اللي حالتهم استوجبت دخولهم المستشفى..
بتذكّر وقت كان عمري سبع سنين ، اخذتني إمي عا مستشفى الهرمل الحكومي ، حرارتي أربعين وشحطين ، وعا باب المستشفى كان شوفار الإسعاف مْوَلِّع كانون فحم ، وعليه إبريق شاي ، وقدامو أرجيله عجمي ، وعا جنبو فرد (مسدس) أبو ضفر ، مع إنو وقتها ما كان في إسعاف بكل البقاع…
فتنا عا غرفة مكتوب عا الباب من فوق ( طوارئ ) وما كان فيها إلا ممرضة ، مولعة سيجارة سيدرز (يعني الأرز) ، وقدامها كباية ببونج ، وكانت لا بتقرأ ولا بتكتب ، بس شملها التوظيف بالتوازن الطائفي ، وما كانت تميز الإبرة من مسلة شد الملاحف..
سألتها إمي عن الدكتور؟ قالت وصل يجيب الأولاد من المدرسه ، واليوم يمكن يرجع ، وكمان يمكن ما يرجع ، وبعد ما حطت إيدها عا راسي ، قالت لامي :
خودي ابنك عا البيت ، وعا السريع طمسيه بالساقيه ، وبتعمليلو حقنة خبيزة بـ ماي فاترة ، وبترجعي بتسكبيلو رصاصة ، وبوجك عا الشيخ حسين يرقيه ، وبالليل غليلو كشك ، مع حبة سريدون وكَمْرِّيه بملحفتين ، والصبح رح يقوم ينط متل السعدان..
إيه (تنهيدة)..
كتر خير الله إنو إمي ما طاوعت الممرضة..