الجمعة 19 أبريل, 2024

أنت البصير بما يجري بأمَّتنا

أنت البصير بما يجري بأمَّتنا

السيد محمد رضا السلمان

السيد السلمان

“رسالة لشاعر العرب البردوني مع الاعتذار”

سلافة الخمر في الأحشاء تلتهبُ

وأمَّة العُرب لا يدري بها العَربُ

جفان خمرٍ روت مشروع أمَّتنا

وكلُّ ما في الرُّؤى ما سطَّر الكذبُ

خلافة العلم بالأحلام نكتبها

وفي الحياة لنا الإذلال والتَّعبُ

من حيث كنَّا رواة الشِّعر كان لنا

فنٌّ أصيلٌ يُدان عنده الذَّهبُ

واليوم باتت بنات الشِّعر منكرةً

فعل الغزاة فلا لحنٌ ولا طربُ

إذا رمقت دروب العُرب مبتدراً

ألفيت فيها زعافاً مجَّه اللَّهبُ

هنا ومرَّت قرونٌ ليس يدركها

إلاَّ حكيمٌ أُديرت حوله اللُّعبُ

شربت كأسي أجلت الفكر ثانيةً

تراها تسمع ما يُتلى هنا العَربُ

“الله أكبر” قيلت كيفما اتَّفقت

والنَّاس فيها أداةٌ صابها العطبُ

يا حانة الخمر في أطراف قريتنا

متى تراعي حروفاً سرُّها حببُ

متى تغنِّي فتاة “الشَّام” وصلتها

متى تماري حياةً سامها الشَّغبُ

أنا وأنتِ وهذا الجرح يسكنه

مليون جرحٍ تجزَّى وهْي تُستلبُ

أنا نظمت من الألفاظ بُلغتها

والنَّاس فيما جرى سعيٌ ومستلبُ

إذا كففنا بها يوماً نعود لها

فأمَّتي لم تزل يستامها الغَلَبُ

أنا وأنت وكأسٌ ليس يعرفه

إلاَّ حكيمٌ لواه الفكر والأدبُ

تراها تنهض بعد الذُّلِّ أمَّتنا

أمْ أنَّها أُسقطت واستامها الجربُ

هنا النَّخيل وشيءٌ من مواردنا

هنا الخيال كذا الآمال والنَّسبُ

هنا العيون وماء المزن في “جرشٍ”

هنا الصَّفاء كذاك الصَّمت والعتبُ

نعود هيَّا نماري طيف من وصلوا

العُرب أصلٌ ولكن أينها العَربُ

لو كنتَ حيَّاً كتبتَ الشِّعر ثانيةً

فاليوم داست على أقداسنا الرُّتبُ

“القدس” باتت كبيتٍ مات صاحبه

من ألف عامٍ فدبَّت صوبه الدِّببُ

تراك تسأل عن “صنعاءَ” أمْ “حلبٍ”

أم أرض “غزَّةَ” فالأسماء ما كتبوا

لكنَّ شيئاً من الآلام شطَّره

بيع التُّراث غريباً بعدما نهبوا

من الجبال تصوغ الشِّعر قافيةً

يحتار في وزنها التَّالون إن وثبوا

أراك ترسم حبَّ النَّاس في ثقةٍ

والنَّاس فيما جرى بالأمس قد رسبوا

أنت البصير بما يجري بأمَّتنا

رحلت عنَّا سريعاً وانتهى العَربُ

السيد محمدرضا السلمان

“ابو عدنان”

٢٣-٠٣-١٤٣٩هـ

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *