الجمعة 29 مارس, 2024

«لايك الفيسبوك» هل هو مؤشر ثقافي

المنتقدون يعدونه دليل مجاملة ونفاق والمؤيدون يبجلون أعداده

هل تحول «لايك الفيسبوك» إلى مؤشر ثقافي  لتقييم الإبداع ونقد الأعمال؟!

تحقيق د. أنور الموسى

Untitled-1

شكا أستاذ جامعي من ثقافة اللايك بالقول: «ألاحظ غزارة اللايكات على منشوراتي قبل الامتحانات، وخلال العام الدراسي، لكني لا أعود أراها بعد النتيجة…ربما أضحت للرشوة أو التملق أو كي أسهل الامتحان»… فيما يقول آخرون:

«من ينظر إلي بلايك، أبادله بعشرة لايكات». «أكبس اللايك بلا قراءة، فقط المهم أن يكون الناشر صديقي أو قريبي». «اللايكات مجاملات ونفاق إجمالا، نوجهها للحسناوات».  «اللايك يدل على حالات نفسية، وأحيانا أنانية، حين نمنعه عن مستحقه». «أحذف الأصدقاء الذين لا يحيونني بلايك، وأمنع اللايك عمن لا يتفاعل مع منشوراتي». «من يعلق على منشوىاتي مدحا، أمدحه حتى لو كان ما ينشره تافها».

…تلك بعض التعليقات الصريحة التي قدمها عدد من المثقفين ورواد الفايسبوك، لدى تعليقهم على قضية اللايك، ودلالاتها… تلك القضية التي فرضت نفسها بقوة، في العالم الافتراضي الذي يشغل أوقات ملايين الأفراد في المجتمعات المتنوعة… منها العالم العربي… حتى بات عدّ اللايكات، الشغل الشاغل للكثيرين!

    فقضية اللايك، لا تقتصر دلالاتها على تقديم إعجاب بمنشور صدقا أو مجاملة فقط، بل تشمل أيضا مؤشرات ثقافية ونفسية واجتماعية ورمزية ونقدية جمة…

    بناء على ذلك، كان لا بد من تحقيق في ثقافة «اللايك» الصادق والمجامل!، يعرض تلك الإشكالية على بساط البحث!

*باعث التحقيق وإشكالياته

    مناسبة التحقيق أن «شاعرا كبيرا» كتب منشورا يهدد فيه كل من لا يتفاعل مع قصائده بالحذف من لائحة أصدقائه…!

    ومن الأسئلة التي وجهت للمستطلعين:

1-هل ترى أن اللايك (الإعجاب) في القايسبوك صادق عادة أو مخادع؟

2-ما أسباب اللايك الكاذب عند الفايسبوكيين؟

3- كيف يعكس اللايك شخصية صاحبه؟

4-هل يمكن الأخذ بنتائج اللايكات كي نحكم على جودة الكتابة أو الأشعار؟

5-ما رأيك في تعليقات المجاملة على منشورات سطحية أو صور…؟

*لايكات المجاملة

    يرى عدد كبير من رواد الفايسبوك، أن اللايك زائف او مخادع، ومع ذلك، يلجأون إليه أو يسعون للحصول عليه… لتأكيد الذات، وتعزيز الثقة بالنفس أو المنشور…. وهنا، يؤكد مزهر سعد أن اللايكات الكثيفة لا يمكن جعلها مؤشرا إلى التفوق أو النجاح… لأن فتاة فاتنة قد تكتب كلمة ركيكة بلا معنى، وتحصد أعدادا هائلة من الإعحابات، ولا سيما إن عرضت مفاتنها أو تعرت…

    ويوافقه الرأي رامي كوثراني، فيقول: «أعرف أدباء مفلقين لا تصل لايكات منشوراتهم إلى عشرين، لأنهم لا يجاملون، أو لا يسلفون لايكات… وتعليقات…»، مشيرا إلى أن أصدقاءه بداية كثفوا لايكاتهم حين أنشأ حسابا، لكنهم قللوها أو سحبوها، لأنه لا يتفاعل مع منشوراتهم…

    وفي هذا السياق، ترى ريتا انطون أن العامل النفسي يؤدي دورا مهما في اللايكات، فبوستات الايحاء الجنسي، والاغراء، والنكات، والكلام المنمق… تحصد أعدادا أكبر من اللايكات… فيما ترى مريم عوض أن اللايكات لها علاقة بمعارف صاحب الحساب، وعلاقاته أو منصبه ومركزه أحيانا… مؤكدة أن المشهورين والزعماء السياسيين والمذيعات والإعلاميين المشهورين لم يعد حسابهم يستوعب أصدقاء إضافيين… فيحصدون لايكات جمة، لأنهم أحيانا يغربلون الأصدقاء، فيحذفون من لا يبادلهم بلايك أو يحضرونه…

    بدورها، سهير سمعان، تؤكد أن أحد أصدقائها حين تصنع له لايكا، يدخل إلى صفحتها ويصنع لايكات لكل منشوراتها بما فيها التافهة….

    وتؤكد منى خواجة أن الشعراء والأدباء والمتفلسفين، أكثر تأثرا باللايكات، فبعضهم يستقبلها فقط، وقد يرد على تعليقات تبجله… رافضا أن يرد اللايكات كونه شاعرا كبيرا… وبعضهم الآخر يلهث وراء اللايكات عبر التعليق حتى على بوستات الأميين بالمدح والاطراء ليردوا له الجميل هم أيضا بلايكات مشابهة.

   من جهتها، المرشدة الاجتماعية جميلة خيري، تشير إلى أن اللايك يعبر عن سطحية مجتمعاتنا، وفراغ الناس، وجهلهم، ولا سيما حين لا يقرأون أو يجاملون كذبا وتزويرا…

*اللايك الحقيقي

    في مقابل اللايك الكاذب أو المجامل، ترى شريحة من الفيسبوكيين ان اللايك كثيرا ما يكون معبرا، ولا سيما في سياق البوستات ذات الطابع الاجتماعي، كالفرح والحزن والنجاح وتكريم… وهنا يقول روي أشقر: «كثيرا ما لا أجد اللايكات على منشوراتي العادية، وأتفاجأ بوجودها في المناسبات المصيرية كالفوز أو التفوق أو الوفاة…»، ويؤيده الرأي عماد عبريس: «قد يكون الأصدقاء معجبين بالبوست ولكن لا يضعون اللايك. فهم أحرار… لكن ما ينشر يبقى قيما بالنسبة إلي…»

    أما طوني الأشقر، فيرى أن مللا ينتابه حين يجد كثافة البروستات، فيهمل اللايك المرهق لاصبعه، داعيا إلى عدم الإفراط في نشر البوسات: «حتى وهي تستحم تنشر خبرها»!

*توقيت اللايك.. والخديعة

    يرى جون موسى، أن للوقت دورا كبيرا في كثافة اللايك، وكذلك المناسبات، ذاكرا مواقف تؤكد وجهة نظره… يقول مثلا: إن دكتوره بالجامعة يحصد أعدادا طائلة من التعليقات والاعجابات قبل الامتحانات فقط، لكن تضمحل التفاعلات معه بعد النتيجة مباشرة…»! وكذلك حصل لمدير متقاعد…!

    رأي جون يؤكده د. علاء بدري الذي يشير إلى أن هذا النفاق يحدث معه، فترك الفايسبوك نهائيا… أما خديجة زين، فتؤكد أن لكل وقت بوستاته التي تعجب القراء  أكثر… وتقول: صراحة، من لا يعجب بمنشوراتي أطيره من صفحتي… لأني أريد النوعية… وتتابع: عدم التعليق والإعجاب دليل على اللا مبالاة، وتسأل: لم تكثر لايكات بعض الأصدقاء على منشورات تافهة لغيري ولا يقدرون هم أنفسهم منشوراتي القيمة؟!

    بدوره، يشكو شعبان خالد من ظاهرة التجسس والقرصنة التي أبداها مديره السابق الذي كان يغمره باللايكات والتعليقات بالظاهر، فيما كان يقدم سرا منشوراته للمسؤولين دليل إدانه، وحتى لا يترقى بالعمل… ويضيف: هذه الأفعال ورطتني مرارا… ومؤخرا اكتشفت أن من وشى به هو أكثر من بادلني الإعجاب والتعليق!

*آراء صادقة في ثقافة اللايك

 *حسين الموسى (رياضيات)

    يرى الموسى أن كثيرا من الأشخاص يضعون اللايك، بلا قراءة الموضوع، مشيرا إلى ظاهرة المجاملة والكذب، ويتابع: من اللايكات ما يشير إلى أن صاحبها موجود… ومنها ما يدل على سخرية… أو تهكم… داعيا إلى الصدق في إعطائها لمستحقيها… رافضا جعلها مؤشرا نقديا….

*لبنى الحاج (فلسفة)

    تقول: اللايك مجرد رفع عتب عند الأصدقاء الافتراضيين، ويمكن أن يعكس شخصية الآخر إذا تبعه تعليق يليق بالمنشور …

    وتضيف: اللايك ليس مقياسا على أن الكتابة جيدة أو لا، مؤكدة أن التعليق في مواضيع سطحية ترجع إلى الشخص نفسه الذي طرح موضوعه السطحي، فتأتي التعلقات على قدر مقاله…

*سمر خلف (محامية)

   تقول سمر: اللايك وما أدراك ما اللايك؟ هو مرآة تعكس مجتمعا ابتلي بالمعصية الفكرية، فصار زر الأعجاب في أغلب الأحيان يكبس بدون قراءة المنشور، إما لصداقة تربط بالكاتب، أو لإعجاب مشبوه، وأحيانا بعد قراءة، ولكن للأسف سطحية، من دون الالتفات الى المغزى المراد من النص أو جمالية ما جاء فيه (شعرا، أو نثرا). وفي الأعم رفع عتب أو امتنان للايك قديم. ناهيك عن لايكات الصور التي تدخل غينيس الفايسبوك في تعدادها.

وتضيف: «…جولة سريعة على مقال اجتماعي أو سياسي ذي حبكة ثقافية راقية، ومنشور يحمل طابع النكتة المبتذلة… تجعلك تدرك أننا أمة لا تقرأ، بل أمة (الغاية، والنية، والهدف)…

أما التهديد بحذف الكاتب من لا يتفاعل مع منشوره، فهو إن دل على شيء، فهو أن الكاتب هدفه  العدد لا النوع!

*فاطمة قبيسي (ماستر عربي)

    تقول: نحاسب في الواقع على أساس إفتراضي، نعيش على أرض الواقع حياة، وعلى الفيسبوك حياة أخرى، وفي كلتا الحالتين لا نعيش!، مشددة على أن اللايك هو بدعة ترضي أصحاب البرج العالي، لكنها أصبحت مع مرور الوقت

تشبع نفسيا نرجسية المتلقي…

وتتابع: لا نلقي التحايا على بعض، لكن على الفيسبوك، نجامل ونعلق بتغريدات، لو قلناها وجها لوجه، لعم السلام في أوطان العرب…

وتقول: معيار صدقية اللايك يعود الى صاحب اللايك نفسه، هل هو فعلا عندما يضغط اللايك يكون قد قرأ المنشور؟ هل أعجب به حقا؟

في أراء بعض الأصدقاء، وأضم صوتي الى صوتهم، الحياة الافتراضية لم تعد افتراضية بعد الآن، هويتك يجب أن تكون حقيقية أينما وجدت، تعبيرك عن نفسك وذاتك يجب أن يكون تعبيرا موضوعيا،

إن الأمراض النفسية كانت تكتشف من خلال أدب بعض الأدباء، ولكنها صارت تتفشى بصراحة على مواقع التواصل الاجتماعي. فتجد الأنانية و الكبت والنرجسية والدونية،  والسادية، والكآبة، وهؤلاء تزيدهم الحياة الافتراضية مرضا وتعبا…

فالمشكلة تكمن في أن القلم العربي أصبح رهين المنتديات والأمسيات، والفساتين القصيرة، والصور النازحة عن العقول الضعيفة، فتجد من يكتبون كلاما فارغا، لا يليق بهم حتى إلصاقهم بخانة الأدب العاجي. ولكن ما يميزهم هو عدد اللايكات والتعليقات التي تزيدهم بريقا وهم كالزجاج بلا قيمة.

وتتابع: كل لايك كاذب هو تعبير عن المجتمع المجامل الذي ،تهمه المظاهر، ويتبع الفخفخة والبرستيج كما يتبع الغنم الراعي…

*،الفنان التشكيلي ياسر ديراني

يقول: تقسم المسأله إلى قسمين: الأول: من ناحية التشجيع على المثابره مثل  الكتابه أو الرسم، والقسم الثاني فعلا ً اعجاب سواء بالقصيده أو بأي موضوع…

* ابو عوض

يقول: «إذا كان هدفنا إيصال الكلمه الطيبه للجمهور، حتما ستصل. أما إذا هدفنا لايكات وأجر، فهذا ليس عالمنا، فلنبحث عنه بعالم آخر…

*هنادي يونس (تربوية)

تقول: كثيرون هم الأشخاص الذين يضغطون لايكا من أجل المجاملة، وأحيانا كثيرة من دون حتى قراءة المنشور . لذا من الخطأ الحكم على جودة الكتابة أو الأشعار من خلال عدد اللايكات. أما بالنسبة إلى مقولة: اللايك يعكس شخصية صاحبه، فهذا يتوقف على مصداقية واضع اللايك، فإذا كان صادقا بالطبع فهو يعكس شخصيته..

*غنى جرجوع (إعلامية)

تقول: هذا موضوع بيزعجني، لأن فيه المصاحة والمبالغة أحيانا مع التملق، وأحيانا ثانية فيه التجاهل، ودليل الزعل، وبعض الناس أكيد صادقون…. ومن يركض وراء اللايك سطحي ونرجسي….

*وجدان شومر (مربية)

تقول: مجتمعنا للأسف يريد ثقافة وهمية افتراضية… منددة بالادمان على النت والركض وراء لايك، وتسأل: لم لا نعجب بالصور وجها لوجه؟ ولم اللف والدوران؟

* رولا يزبك (علم نفس)

تقول: اللايك لا يمكن تصنيفه معيارا حتميا يحدد مدى صحة وجمالية وإبداع ما يكتبه البعض، وفي نطاق العالم الافتراضي، تسود سياسة المجاملات والكذب والنفاق ربما، وكثيرون يعتبرون رد الإعجاب والتعليقات واجبا، أو مفروضا ( اللايك باللايك و الكومنت بالكومنت)، وفي حالات أخرى، قد يكون هذا اللايك مجرد تعبير عن حب ومودة من شخص لآخر بغض النظر عن ماهية الأفكار التي يحملها المنشور المطروح، و من ناحية أخرى، قد يكون هذا اللايك تعبيرا حقيقيا عن تأييد الفكرة والموافقة والدعم المعنوي، ولو بكلمات بسيطة يتشارك الناس بها بغية التعبير عن مخزونهم الثقافي…

ولكننا أمام إشكالية تتمثل في تعامل المرء مع هذا اللايك، فاذا اتضح أن أحدهم يمثل بلايك كاذب ومخادع لسبب معين، فهذا يمكن اعتباره انعكاسا غير مباشر لطريقته في التعامل، لا في العالم الافتراضي فحسب؛ بل في عالمه الحقيقي الواقعي القائم على علاقته الاجتماعية التي ستكون غالبا مبنية على المجاملات والنفاق، وتقبل ما لا تتقبله النفس الباطنية، وتلك حقيقة نشهدها في مجتمعنا، فكثيرون يظهرون لنا عكس ما يحملون في عمق إدراكهم، وكثيرون ينخرطون في التعليقات السخيفة التي تحمل أو لا تحمل طابعا فكاهيا فحسب، بل تكون أحيانا هامشا من هوامش الاستخفاف، والسخرية والازدراء…

ومن هنا علينا أن نعي أن كلا منا يتعامل مع الفيسبوك واللايك من وجهة نظره، و من خلال ما يعكس داخليا من مبادئ وأفكار ترسخت في ذهنه سابقا…

*حنان حيدر

تقول: أحيانا لا يكون لدينا الوقت الكافي لنعلق على منشورات بعض الأصدقاء.. وأحيانا نقرأ من دون أي تعليق مع أن ما نقرأه يعجب أذواقنا …

علينا أن ننتبه إلى أن إبداء الإعجاب بمنشور ما بقصد المجاملة أو غيرها، يجعلنا مساءلين، فلا يكون  اللايك في محله..

* الأديبة سهام صبره (رئيسة ملتقى أدبي)

تقول: إن ثقافة اللايك ليست دائما صحيحة، فمن الأشخاص من يضع اللايك من دون قراءة، ومنهم من يقرأ ويضع اللايك بحق، وينتقل الى منشور آخر… ولكن أقول للساخرين:

كفى خداعا وتهديدا… فقد أصبحت ثقافة اللايك عبارة عن مسخرة في كثير من الأحيان، حتى بدأوا يكتبون كلمات ساخرة على اللايك لاستخفافهم به كأن يقولوا: من يليلك لنا نليلك له ومن لا يليلك لنا فلا نليلك له! وإن شر البلية ما يضحك…

 وتردف: إما أن يكونوا صادقين يوقعون على قراءتهم بصدق، أو يتقوا الله في أنفسهم، فلا يتبعوا ثقافة الكذب والكلمات الساخرة!

*محمد الأمين (فلسفة)

يقول: كون الفويسبوك هو عالم افتراضي يلقي بك في شبكة عنكبوتية لا فكاك صريح منها، فذلك يضعك ويضع مواقفك المصرح بها أمام أنظار العوام، مكشوفة على من يعيها ومن لا يفعل أيضاً… ما يخلط الحابل بالنابل، فيضع صاحبنا المثقف اللايك و يثني عليه الجار الأمي. ما يجعلني أعدل في السؤال الأول من مخادع الى لايك مجامل كتحصيل حاصل.. فيمكن أن تضع خالتك لايكا على منشور لا تفقه محتواه، فقط لأنك ابن أختها.. يضيف: ان اللايك بحد ذاته كما هو مفهوم، هو عبارة عن حركة إعجاب.. ففي رأيي ليس هناك لايك كاذب بل لايك مجامل، ولايك حقيقي.. والشخص الذي يختار اللايك برأيي يريد ان يبعث إليك رسالة غير مباشرة وغير واعية بأنه موجود،  وأنه يوافقك الرأي… إن كان حقا معجبا ومهتما بالموضوع، أو أنه لايك من عابر سبيل. ففي الحالتين هو يرسل إليك إشارة أنه جنبك ويهتم بك، لذلك أعطى من وقته واطلع على ما تفعل. وذلك سينتج تغذية راجعة بأنك ستقدر منه إعجابه، وتنظر لربما في أمره، أو حتى على المستوى الباطني سيكون موجودا كشخص اطلاع و قرأ.

بالاضافة الى ذلك، بعض الأشخاص لديهم ثقافة اللايك، كيف؟ يعتقدون أنه كلما ارتفع منوسب اللايك على منشور، ذلك يجعل من صاحبه مشهورا أمام الآخرين. وكأننا نتنافس على أي منا أكثر سخافة، ومن منا يمكنه حشد جمهور معجبين أكثر. وذلك يُشعر صاحبه ( صاحب المنشور) بالأمان. فتجد أشخاصا يدعمون بالاعجابات لنصرته حتى لا يظهر أنه ممبوذ. أنا ممبوذ وذلك يسعدني. أنا أحصل على اعجابات من الصفوة وذلك مثالي.

طبعا في رأيي لا يمكن اعتماد كمية اللايكات مقياسا لتقييم النص المطروح. والسبب هو اختلاف تمثيلاتنا للمعلومات المطروحة أو حتى الأشعار المطروحة، لأن هناك فئة من الناس تعجب بكل عبارة معقدة، وتظن أنها عميقة فلا تستطيع فهمها، فتعجب بها، بينما يمكن أن تكون العبارة تافهه. كذلك يمكن أن يكون النص عميقا وفلسفيا، لكن لا يحمل الكثير من الأعجابات، فذلك يعود إلى الأصدقاء الموجودين والفوارق الفكرية بينهم.

ويتابع: شبكات التواصل إن كانت فيسبوك أو تويتير أو غيرها تحمل كمية ضخمة من الأفراد، وكل فرد لديه مستوى فكري يسمح له بتمثيل المعلومات المتاحة أمامه، ينتج عن ذلك ردات فعل مختلفة على المنشورات السطحية كما هو مطروح.. مع أنني أتحفظ على كلمة سطحية. لأن الشخص الذي كتب البوست أو وضع الصورة ( السطحية) هو لا يعدها سطحية،  لأنها تناسب مستواه المعرفي و طبيعة حياته. فرأيي بالتعليقات الساخرة وغيرها أنها تمثل صاحبها، تمثل مستواه المعرفي وبيئته الحاضنة. فكل فرد منا لديه مساحته الفيسبوكية التي يفضل التحرك فيها بحسب اهتماماته.

*هدى فقيه

تقول: على الكاتب احترام كل التعليقات… وهذا يعود إلى الحالة النفسية للشخص المتفاعل عبر الفايسبوك…

*الأستاذ عدنان عرسان غنام

يقول: لكل إنسان مفاهيم… منها خاطىء….ومنها سليم.. ولكننا في زمن الجهل والدجل والكذب… والأغلبية الساحقة للأسف مجاملة ومخادعة.. إلا  المثقفون وأصحاب العقل النير… يضيف: اللايك الكاذب من الجهلة مع تعليق يكون مزعحاً… ولايك وإعجاب من صاحب عقل نير

وفكر وعقله ناضج… يفرح القلب.. خصوصا إن كنت تعلم حجم نفسك.. وتدرك أنه يفوقك بكل شيء … أقصد بالنضوج أنه أستاذ كبير وشاعر قدير …

وطبعاً لا يمكن الأخذ بنتائج اللايكات كي نحكم على أي مقال…واللايكات والتعليقات الشخصية من مجاملة وزيف ما هي إلا من إنسان جاهل.. بل جهله مركب…

*رامونا يحيى

ترى أنه يجب التمييز بين نوعين من اللايكات، اللايك على الصور الشخصية والعائلية والاجتماعية، لا بأس إذا كان فيها نوع من المجاملة أو الإطراء، شأنها شأن الواقع الاجتماعي الذي نعيشه القائم على هذه المجاملات، أما اللايكات على المنشورات الأدبية والثقافية والعلمية والسياسية،  فعلى الإنسان الواعي أن يتعاطى معها بمصداقية وموضوعية، لأن رأيه إنما ينم عن ثقافته وموقفه، ولا يجوز إبداء الرأي إلا إذا كان وليد قناعة راسخة…

تستدرك: لكن ما لاحظته واستغربت منه أن هناك أشخاصا مع ثقافتهم، لا يتقبلون الرأي الآخر، وهذه مشكلة كبيرة في العالم الواقعي الافتراضي، فإما أن تقول لهم أحسنتم القول في كل ما يقولونه، وإما إلغاء التعليق والصداقة، وهذا السبب في عدم إعطاء وسائل التواصل الاجتماعي مكانتها الصحيحة في مجتمعنا، فهي وجدت من أجل التحاور وتقبل الآراء والنقاشات من أجل إغناء الفكر الإنساني، وليس حدودها حدود اللايك والنعم المطلقة… فعلينا الإنفتاح بصدق على الآخر وعلى آرائه وإغناء الثقافة…

*د عبد الغني حمد

يرى د.حمد أن اللايك لا يعبر بصدق  في كثير من الأوقات.. أما التعليق فهناك الكثير منه مجاملة ومن دون فهم مضمون المنشور في اكثر الأحيان… باستثناء التعليقات الحوارية، حيث يكون هناك موضوع محدد ويتبادل حوله الأصدقاء الآراء على اختلافها..

ويلاحظ ان الإعجابات والتعليقات تكثر ومن دون وعي على صورة أو منشور وان كان تافها؛ لكنه من أنثى…

*زينب نمر (مدرسة وتربوية)

تندهس زينب من اللايك. تقول: إعجاب! هل هو حقا إعجاب بما تحمله الكلمة من معنى على المستويين اللفظي والدلالي؟!…. وتتابع: ظاهرة الإعجاب في عالمنا الافتراضي ترتبط بشخصية كل فرد، وطريقة تفكيره ودرجة وعيه وثقافته، أضف إلى ذلك أساليب تعامله وعلاقاته بالآخرين… إذا لا يمكننا أن نحكم على ما نراه من إعجاب إن لم ندرك حقيقة الصديق أو الصديقة صاحب/ة الإعجاب… .ﻷننا صرنا نعيش في بيئة جديدة كونتها العولمة…. بيئة

مجتمعنا الافتراضي الذي غير الكثير من المفاهيم وأساليب الحياة التي أثرت بشكل جلي في واقعنا….

وتتابع: كثيرون  لا يلتزمون بالمعنى الحقيقي لرمز الإعجاب…  نراهم يستعملونه لتأكد اطلاعهم أو رؤيتهم للمنشورات، وأحيانا أخرى لمجاملة أحدهم من دون التعمق في فهم المقصود مما يساهم في نشرها  بكل ما تحمله من رسائل  ما بين السطور  أو خلف الصور بقصد أو من دون قصد….

وترى أن  للإنسان الحرية في اختيار ما يعجبه وأن يختار حقا ما يرغب فيه حتى لا يصير مخادعا ومجاملا… شريطة أن يعي مفهوم الحرية الحقيقية في التعبير في هذا المجال… ولنكن على يقين بأن من أنشأ مواقع التواصل الاجتماعي هذه لم يغفل قط ما سنصل إليه في كل المجالات.. من هنا يمكننا القول إن نتائج اللايك وعددها لا يمكن أن تكون المعيار الحقيقي لجودة الكتابة أو الأشعار… ولتسقط مقولة”جمعنا كتيرا من اللايكات”، ولتعلو ثقافة ملخصها: ما أرادوه لنا نجعله في خدمة ما نريده نحن…

*السيدة كفاء أبو دلة عيسى

تقول: في رأيي المتواضع،

اللايك لا يعني سوى مرور، وكم من مار لا يقرأ ولا يعلق .. وأكثر اللايكات انتشارا تلك التي تصاحب الصور، كصورة أنثى وبوستات نكات… هذا يعني أن الناس يهمهم الظاهر ..

وتتابع: لا أتقيد بكمية اللايكات، بل بالنوعية… فقارئ مثقف خير من ألف قارئ لا يعبرون عن فكرة النص ونقده..

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *