الخميس 28 مارس, 2024

لغتنا العربية إلى أين؟

لغتنا العربية إلى أين؟

علي .أ. دهيني

ali

لغتنا العربية إلى أين، سؤال بات يلحّ علينا طرحه بعدما تفشّى في أوساط مجتمعنا العربي عموماً، سياقات لفظية اعتادها شبابنا في تواصلهم البيني عبر الشبكة العنكبوتية، مبررين ذلك بصعوبة إيصال المرجو عبر لغتهم الأم من جهة، ومن جهة ثانية لأن السائد اليوم هو العدد المزدحم من وسائل التواصل غير المعنية باللغة العربية.

مع الإشارة إلى أن “اللغة العربية هي اللغة الحضارية الأولى في العالم” كما يقول الدكتور يعقوب بكر في كتاب “العربية لغة عالمية”.

يضاف إلى هذا السؤال الكثير من الأسئلة ذات الصلة تتعلق أولا بالأنظمة العربية كقيادات من صلب مهامها الحرص والعمل الجاد، في الحفاظ على هذه اللغة التي هي العماد الأول لثقافتنا.

ونذكر أن أحد مؤتمرات القمة العربية اتخذ قراراً وتوصية بالعمل على إدخال اللغة العربية في مجال الشبكة العنكبوتية وتثبيت مصطلحاتها في هذا المجال، إلا أن هذا الأمر بقي حبراً على ورق.

ومن هذه الأسئلة أيضاً:

من المسؤول عن انحدار اللغة العربية إلى الحال الذي وصلت إليه من الاستهتار بها؟

هل اللغة العربية تفي حاجات المتحدث بها في علاقاته التي باتت أوسع وأبعد من حدوده الجغرافية؟

هل اللغة العربية قابلة أن تكون رقمية كما هي أدبية؟

إلى أي مدى كان للإعلام بمنابره المتعددة، دوره في تهجير اللغة العربية وقواعدها، عن الأسماع والأعين؟

هل ما يصيب لغتنا اليوم تهاون أم إزاحة وإبعاد لغايات  غير نزيهة؟

والأهم في هذه الأسئلة:

أين مجاميع اللغة العربية وما هي أخبارهم، وماذا عن نشاطهم في مضمار المهام التي من المفترض أنهم يتصدون لها؟

والسؤال الأهم، لماذا يوجد مجاميع وليس مجمعاً واحداً؟

إذا كان المطلوب تبسيط اللغة وتسهيل مطالبها ليتسنّى لمُعْتمدِها التعامل مع مفردات توصل المضمون دون اللجوء إلى الالتزام بحرفية اللفظ أو المفردة، فما المانع؟

الكثير الكثير من الأسئلة يمكن أن تطرح في هذا الموضوع، الذي يدور حول العماد الأول في ثقافتنا.

نحن في “مدارك ثقافية”، ولأهمية الموضوع وضرورة البحث فيه وحوله، بادرنا إلى فتح نافذة مستقلة، خاصة بـ “فنون اللغة”، تعرض كل ما يكتب ويناقش من أبحاث ومقالات ومطالعات ومداخلات حول اللغة العربية.

وقبل الانطلاق في هذه النافذة ، أودّ أن أتوجّه بالشكر الجزيل إلى جميع أعضاء مجموعة “عشاق الضاد وآدابها” ـ وجميعهم من أهل الكفاءة العلمية والاختصاص ـ  على تشجيعهم وعرضهم العون والمساعدة، حرصاً منهم على أهمية الحفاظ على سلامة لغتنا والسهر عليها، إضافة إلى شعورهم بأن لغتنا اليوم تخوض صراعاً قاسياً قد يصيب منها مقتلاً إن استمر الحال على هذا المنوال، يُذهب روح الجمال وغِنى التعبير فيها.

كما سوف نعمد إلى تقديم شواهد تساعد المُتلقي على التعرّف أكثر على مفردات قواعدها ومرادفات من متونها، تغني ذاكرته وتحبب إليه لغته، لأننا نؤمن بأن الجمال حين تقع عليه العين يهواه القلب، وحين يهوى القلب تتعلق الروح.

مقالات ذات صله

  1. مدارك ثقافية

    Entissar F Zeid تحياتي لكم مجلة مدارك ثقافية .. ودراسات ثقافية في الجامعة العالمية وكل الاصدقاء .. واستاذنا الكبير علي آل دهيني .. رائعة هذه المواضيع والدراسات ولكم نحن بحاجة ماسة للتثقف والتعلم وما يزال ينقصنا الكثير من الحد المقبول من لغتنا حيث نعتز ونتفاخر بان الحرف نبع من جوف حضارتنا..
    واعذروني اذ أخرج قليلا عن الموضوع لأني اجدها فرصة ان اعلق على أجيالنا الطالعة .. لو تكف عن المحادثة على طريقة من كل وادي عصا بما معناه اما العربية او الاجنبية .. نرى بمجتمعاتنا اللبنانية الغالبية يتحادثون بكلمة عربية وعشرة اجنبية .. وكأن هذا سيدل على ثقافتهم .. مثالا على ذلك في لقاءات متعددة المراجع في مواضيع وطنية ومواطنية لا نجد الا بضعة من الكلمات بلغتنا العربية الأم والباقي على
    Franco or Englo Arab .. وليته دائما بلغة صحيحة من اللغات الثلاثة .. او اكثر

    وأسأل هنا .. كيف مر الكم الكبير من طلاب هذا الجيل من المراحل الابتدائة الى الثانوية وصولا الى الجامعية دون التقاط لغتهم الام دون فرضية الامتحان بل الالتقاط الجيد لها .. اولا حيث نجدهم لا يجيدون الاملاء على الأقل .. ولن اقول القواعد فحتى الكثر من الكتاب لا يلمون بكل قواعد اللغة العربية .. ( وانا منهم بل ينقصنا الكثير الكثير .. ولكن هناك حد ادنى لا يمكن التغاضي عنه ) .. والملفت انك احيانا اذ تتحدث بلغة فصحى او ما يشابهها تلاحظ بعض السامعين مشدوهين وكأنك تتكلم بلغة لا يعرفون هويتها .. او حتى اذا قرأوا مضطرين بعض النصوص يسألونك ما تعنيه ضمنا اي ان فهموا فلا يفهمون الا الحرفية السطحية من الكلام وغالبا يقولون ما هذا الكلام غير المفهوم .. الخ وسأقول اكثر كأن بعض المجازين بالادب العربي يقرأون نصوصا وتراهم يسألونك اسئلة تفاجئك اذا ما قرأوا مجازا او استعارة او تشبيها قد يفهمه تلميذ ابتدائي ويعلقون او ينتقدون بسخف وسطحية مثل اي قارىء وليس كضليع بلغة درسها لأربع سنوات جامعية ونال اجازة لها تخوله التعليم وسواه ..
    بكل العالم التركيز يكون على لغة البلد اولا .. واللغات الأخرى يأخذونها اضافية بعد مراحل متقدمة من الصفوف العليا والاكثر في مراحل ما بعد الثانوية بينما نحن قبل ان نعلم الطفل لفظ كلمة ” أمي وأبي ” نبدا بمحادثته بلغات اجنبية ليس الا للتباهي والمحالاة اننا مثقفين واكثر حين يكون الاهل من العرق واللغة ذاتها والاكثر ايضا ان بالكاد هم انفسهم يتقنون اللغة التي يتحاكون بها . . ولا انسى حين كنا بالصفوف الابتدائية كان هناك مراقبة وتحميل ما يسمى بال Signale لمن يتكلم بالعربي باوقات الفرص بين الحصص .. والضعيف باللغات الاجنبية يبقى صامتا دون كلام خوفا من ان يحملونه اياه …..
    لن اطيل حد الملل لكن ما اعنيه ان ربما من الافضل ان تؤخذ لغتنا بجدية اكبر منذ الطفولة .. وبفرض من وزارة التربية وغيرها وفرض كتاب تربية مدنية ووطنية موحد الاسس الاساسية واهمها الحفاظ على اللغة .. على مناهج التعليم والذي غاب منذ زمن ..
    نتمنى ان تعود لغتنا الى صدارة مناهجنا اذا اردنا ان نحظى بجيل قارىء لأدبنا ولتستمر لبعد اجيال ولادة ادباء وكتاب جدد في ادبنا العربي فلا ينقرض الادب .. وكي لا تصير ارفف المكتبات مجرد ديكور لتزيين المنازل ومباهاة وفارغة من اصالتنا ..
    اشكر صبركم مع تقديري وتحياتي لما تبذلونه لرفع مستوى اللغة .. لغتنا

    الرد
  2. مدارك ثقافية

    جزيل الشكر والتقدير للأستاذة انتصار على ما أضافته وأضاءت عليه مما أغنى الموضوع وألمح إلى إضافات جديدة من كم الأسئلة التي تزيد من ضرورة العمل الجاد في إبجاد السبل التي تحقيق الأهداف المرجوة في الحفاظ على أم تراثنا وعنوان ثقافتنا.

    الرد

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *