الجمعة 29 مارس, 2024

أركيله عجمي..

أركيله عجمي..

علي دياب شاهين

13219820_1716366721967028_766469794_nرحت اليوم مع صديقي اللبناني المقيم في مدينه لينز النمساوية الى مستشفى حكومي ، عندو موعد مسبق يعمل عملية بنات الاذنين ( اللوزتين ) لبنتو لي عمرها سبع سنين.

ومن عا بوابة الدخول كان كل شي مجهز ، من ملف بحالتها ، ورقم غرفتها ، واسم الطبيب لي بدو يعالجها ، والممرضات المشرفين عليها  ، ونوعية الشوربة لي بدها تشربها ، والاكلة لي بدها تاكلها ، وبتخجل على  قد  ترحيب الممرضات الشقر فيها ، متل كأنك بفندق هيلتون مش بمستشفى حكومي..

والأهم بهيدا الشي ، إنو بعد ما صارت البنت بالتخت ، إجوا ممرضتين ، لابسين ثياب مهرجين السيرك ، يسلوها، ويلعبوها، ويغنجوها، ويرقصولها، ويعطوها هدايا ، وكل ها الشي عشان يصير عندها استقرار نفسي ، وبالمستقبل ما يكون عندها خوف من شي اسمو ( مستشفى )

مش هون القصة..

هاي القصة ذكرتني ببلادنا العربية ، وطريقة تعاملها “الحضاري” مع المرضى اللي حالتهم استوجبت دخولهم المستشفى..

بتذكّر وقت كان عمري سبع سنين ، اخذتني إمي عا مستشفى الهرمل الحكومي ، حرارتي أربعين وشحطين ، وعا باب المستشفى كان شوفار الإسعاف مْوَلِّع كانون فحم ، وعليه إبريق شاي ، وقدامو أرجيله عجمي ، وعا جنبو فرد (مسدس) أبو ضفر ، مع إنو وقتها ما كان في إسعاف بكل البقاع…

فتنا عا غرفة مكتوب عا الباب من فوق ( طوارئ ) وما كان فيها إلا ممرضة ، مولعة سيجارة سيدرز (يعني الأرز) ، وقدامها كباية ببونج ، وكانت لا بتقرأ ولا بتكتب ، بس شملها التوظيف بالتوازن الطائفي ، وما كانت تميز الإبرة من مسلة شد الملاحف..

سألتها إمي عن الدكتور؟ قالت وصل يجيب الأولاد من المدرسه ، واليوم يمكن يرجع ، وكمان يمكن ما يرجع ، وبعد ما حطت إيدها عا راسي ، قالت لامي :

خودي ابنك عا البيت ، وعا السريع طمسيه بالساقيه ، وبتعمليلو حقنة خبيزة بـ ماي فاترة ، وبترجعي بتسكبيلو رصاصة ، وبوجك عا الشيخ حسين يرقيه ، وبالليل غليلو كشك ، مع حبة سريدون وكَمْرِّيه بملحفتين ، والصبح رح يقوم ينط متل السعدان..

إيه (تنهيدة)..

كتر خير الله إنو إمي ما طاوعت الممرضة..

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *