الخميس 28 مارس, 2024

عشر رصاصات و.. قلبي

عشر رصاصات و.. قلبي

منال عمار ـ تونس

manal

أعلم أنني لو أطلقت عليك ألف رصاصة فلن تشعر ولن تنزف..

لن تتألم . ولن تموت.. فالرصاص يا سيدي لا يقتل الرجل الميت أبداً..

الرصاصة الأولى

صدقني..

لا أعلم متى فارقت الحياة

لكنني ليلة البارحة قررت أن أعيش

فاكتشفت أني امراة ميتة……

الرصاصة الثانية

انتهت صلاحيتك في الحياة منذ زمن

ومع هذا مازلت أتناولك

ولهذا فأنا.. امراة متسممة بك…!!!

الرصاصة الثالثة

كنت أظنك سحابة صيف

ستمر فوق مدينة أحلامي مرور الكرام

لكن السحابة ليلة البارحة أمطرت

فأغرقت كل أحلامي..

الرصاصة الرابعة

قال لي جدي يوما

أن الطيور المهاجرة تعود إلى أعشاشها دائماً

فانتظرت عودتك في عش أحلامنا طويلاً.. ولم تعد

ليت جدي عاش ليرى زماناً تهاجر فيه الطيور.. ولا تعود..

الرصاصة الخامسة

نعم ..

ما زلت أبالغ في تضخيمك

وتفخيمك

وترميمك

وتجميلك

وتلوينك في أعينهن

من أجلى.. وليس من أجلك

كي لا يقال عني

أني أحببت رجلاً عادياً ….

الرصاصة السادسة

ربما كنت امراة ساذجة

ففي اليوم الأول للفراق

ظننتك تمارس معي لعبة الإخفاء

فكنت أبحث عنك بمتعة الأغبياء.. في اللعب.

وحين طال غيابك..أدركت أنه الفراق

فأصبحت أبحث عنك برعب العقلاء.. في الحب..

الرصاصة السابعة

أضيفي هذه المعلومة إلى أجندة غرورك..

ما زلت تؤلمني

وما زلت أحملك في داخلي كالجنين الميت

وأنتظر إجهاضك بفارغ الصبر..

وأضف إليها أيضاً..

ما زلت امراة خيالية

أحلم بمدينة يكون سكانها نسخة مجسدة منك

فأنغمس في زحامهم وأنا أصفق بيدي

واردد بفرحة طفولية:

يالله ما أروع هذا العالم

لدي به منك الكثير.. الكثير..

الرصاصة الثامنة

يرعبني جداً..

أن أكتشف أني كنت أرسم أحلامي لرجل أعمى

وكنت أصف مشاعري لرجل  أصم

وأكتب معاناتي لرجل ميت

الرصاصة التاسعة

كبرت كثيراً يا سيدي

يخيل إليّ أني أصبحت امراة معمرة

فكل ليلة من ليالي الانتظار

أضافت إلى عمري ألف سنة

فمتى سيحتفل العالم بيوم ميلادي..

الرصاصة العاشرة

كان يخيل إلي قبل أن أحبك

أن الوجود أوسع من أي شيء

لكنني اكتشفت أنه أضيق مما تصورت

فهو لم يتسع لفرحتي حين كنت معك

ولم يتسع لحزني.. حين غادرتك..

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *