الخميس 18 أبريل, 2024

أكبر مكتبة في سوريا

افتتاح أكبر مكتبة في سوريا: الحرب لن تمنع الحياة في حلب

نينار الخطيب

بعيداً عن التصنيفات العالميّة التي تعتبر مدينة حلب من أخطر المدن في العالم، وبرغم الحرب المستعرة والدمار المحيط فيها، أنشأ شاب سوري مكتبةً تُعتبر الأكبر في سوريا، في تحدٍّ للأوضاع السيئة، وتأكيداً على استمرار الحياة ومقارعة الموت.

مكتبة «Safe Time» التي تقع في حي المحافظة الآمن، تمتدّ على مساحة 1000 متر مربّع، وتحتوي 2000 كتاب، بالإضافة إلى قاعات عدّة مخصّصة للطلاب لأغراض المطالعة والبحث العلمي: قاعة اجتماعات مخصّصة للدكاترة والأساتذة، وقاعة VIP، ومسرح سينمائي يعتبر الأول من نوعه في المكتبات السورية، كما جهزت بالمراسم الخاصة بطلاب كلّيتَي الفنون والعمارة، وقاعات للبحث السريع الخاصة بمشاريع التخرج والدراسات العليا، وعدد من أجهزة الكومبيوتر.

يقول مؤسس المكتبة، اسماعيل سليمان، لـ «السفير»: «في ظلّ انعدام الأجواء الدراسيّة في مدينة حلب، وبما أننا نستهدف جميع الشباب، خصوصاً طلاب الجامعات، قام مركزنا (سوا) للتدريب والتأهيل بافتتاح هذه المكتبة التي تعدّ الأولى من نوعها في سوريا من ناحية الخدمات بتصنيف من مديرية الثقافة والمحافظة في حلب».

يضيف سليمان: «أسعارنا رمزية لتناسب جميع الطلاب، يسيطر الهدوء على معظم القاعات ممّا يشكل جواً ملائماً للبحث والدراسة، لا تنقطع الكهرباء، والانترنت متوفّر وبسرعة ممتازة، كل هذه العوامل جعلت الإقبال كبيراً منذ يوم افتتاحنا لها، نقدّم ضمن تكلفة الاشتراك الشهري في المكتبة دورات مجانيّة في الكومبيوتر واللغة الإنكليزية، واستثنائياً لطلاب الطب البشري، الأسنان والصيدلة، دورات في اللغة الألمانية.

ويشرح مدير المركز وصاحب المكتبة «مشاريعنا بالدرجة الأولى تعليمية وخدمية، فمن مركزنا لتعليم اللغات والكومبيوتر إلى الدوار الذي أقمناه بهدف تجميلي في منطقة دمّرتها الحرب (دوار سوا)، أردنا أن نعكس بمشروع جديد الصورة الحضارية والأدبية لمدينة حلب التاريخية، فكانت المكتبة مشروعنا الذي نسعى من خلاله إلى تحقيق هدفنا».

وعن سبب اختيار مدينة حلب لهذا المشروع برغم خطورة المدينة، يقول: «برغم كل ما تعرّضت له محافظة حلب، إلّا أنّني أفضّل البقاء فيها وتقديم كل ما يمكنني تقديمه لها ولشبابها الصامد فيها حتى اليوم، كما أنّها مدينة تتميّز بقدمها وأهميتها الثقافية والحضارية عبر السنين، ولن تسلبها الحرب شيئاً مما هي عليه».

لا يرى أنّ التكاليف الكبيرة لإنشاء المكتبة هي «ضرب من العبث»، فالاستثمار في القراءة ناجح في حلب وفق تأكيده، موضحاً أنَّ «شبابنا بحاجة للدعم في مختلف النواحي، باستطاعتنا دعم البنية التحتية للثقافة للمساعدة في بناء الإنسان، وعلينا أن نسعى دوماً لتأهيل وتطوير الشباب السوري، خاصة في هذه البقعة الحضارية من العالم».

وتضم المكتبة حتى الآن 2000 كتاب، إلى جانب كتب مهداة من جامعات خاصة وأخرى عالميّة، كما تضمّ الموسوعة الالكترونية 2500 عنوان لكتب الكترونية من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يجعل المكتبة متكاملة، بالإضافة إلى كونها الأكبر في سوريا.

نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-12-29 على الصفحة رقم 14 – ثقافة

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *