شاركتُكَ كلَ شيءٍ
عايدة حيدر
كلُّ شيءٍ شاركتُكَ بهِ
عندما عطرُكَ همسَ في أنفي
سرقَ مني سيطرتي على نفسي
تساقطت أوراقُ ورودي
المطرُ غسلَ قساوةَ الصقيعِ
خطواتُ الصمتِ نوافذُ احتراقٍ
-هطلت عل ضفةِ النهرِ تلاعبُ لظى الجراحِ-
خبيثةٌ ماكرةٌ وكاذبةٌ الريحُ عندما تعمدتْ
الغيابَ
والعتمةُ تموءُ في لحظاتِ احتضارِ الشمسِ
وراءَ الشفقِ
على أريكتي خمرُ شفاهِكَ مدسوسٌ داخلَها
مضاجعُ أحلامي صهيلٌ من أمانٍ جاثيةٍ
-في رعشاتِ الغيمِ-
منذُ التقيتُكَ والأرضُ تغازلُ جسدَ التُرابِ
ومخالبُ الليلِ تستفزُني وحشتُهُ
أشتهي البكاءَ
أشتهي البكاءَ عندما أُقاسمَكَ الحلمَ
ويهجرُني النعاسُ
موجُ البحرِ مزاميرٌ من جروحٍ مُلتهبةٍ
-في وطنٍ يُبكيهِ القتلُ الجوعُ والتشرّدُ –
وأنا العاشقةُ في جنونِ عاصفةٍ
وعلى صهوةِ حممٍ من أنشودةِ الفجرِ
ومن صهيلِ زمنٍ أشعلَ فتيلَ حروفي…
في خيمةِ حبنا – قطفتُ قبلاتي من شجرةِ
شفتيكَ –
أربكتْ كلماتِ قصيدتي
وعلى ضفافِ مهدِكِ -كشفتُ عن وجهي –
خمارٌ من شهواتِ شفاهِكَ التي
داهمتني كتغريدةِ عصفورٍ
مختبيءٍ في ظلالِ شجرةٍ وارفةْ…..
١٦-١-٢٠١٨
عايدة حيدر