الجمعة 29 مارس, 2024

كلام؛ ليس أوانه

كلام؛ ليس أوانه

روعة يونس

rao3a

مـذ قتلتَه، أنا أخافك..

فتعال نقف دقيقة صمت على روحه. كي يكتمل جبروتك.

حين أخفيتَ أصابع الشارع كنت تعرف أن أياً منهم لا يشكّل منعطف العودة إلى البيت، فأمعنتَ وطليتهم بالوحل. ظناً أنك بذا تُضيع بصمة الإبهام.

عباءة الغياب لم تأخذني منّا. بل أنت الذي فعلت. لا أذكر من قال “الغياب جنين الفراق” أو ربما العكس. لكنني أذكر سؤالك: ما ذنب الغد بحزن أمس؟ هل تجرأتَ وسألت نفسك: بجريرة من؟

كيف أتلطى مثلك خلف الإجابات لأخبرك عن جنينٍ، وإن اشتكتك ناشز الحرمان؛ ألن تقفَ على منصة الروح، تصيح:

ليس ابني!

أنا أخافك..

لأنني فقدت كلي بكلي. لم أعد معي. وما عاد دعاء أمي في جوار ربها يصله! ولا صلاة عجائز قبيلتي تكفيني، ولا السحر وتعاويذ المشعوذات تجديني. فإذا أنت حي اليوم.. غداً ستقتلني!

مقالات ذات صله

1 تعليقات

  1. علي دهيني

    … وتمعنين في الحرف جمالا، وتصرين على اغتيال السأم بإيقاظ الوعي ليمتلىء الإحساس الإنساني تنبها لما يتوالى كالضوء ليعبىء الذاكرة بجرّة اندلق مخبوئها عند عين الخاطر..
    سنقرأ كل مرة ثم نقرأ كل مرة، ثم نقرأ كل مرة… ثم نعيد ما قرأنا !!! إن الكاتب هنا روعة، وأن المكتوب هنا روعة، وأن الضمير المستتر روعة.. فسلام عليك روعة من البداية إلى الخاتمة رغم أن الحروف وضميرها أوجعني. بخاصة حين يُفتقد الكليٌّ بالكليِّ.. وبس.

    الرد

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *