الجمعة 29 مارس, 2024

مثقفون.. وبعد..!!!

مثقفون.. وبعد.!!

علي .أ. دهيني

ali

 

أوقفتُ عقلي أمام المرآة وتواريت أرقب ماذا سيكون..

انتظرت طويلاً، فلم تبدر منه حركة أو ردة فعل على ما يعبُر مخيلته مما راكمه ماضياً وحاضراً.

بدى مرهقاً، بليداً، واجماً، قانطاً. فقط بعض حركة تبدر منه إن عبَرت في مخيلته أسماء وصور من قرأ لهم، أو سمعهم، أو عرفهم، أو استعبر منهم.

يرتجف حين يعبر هؤلاء في مساربه، كأنما جمرة قاربت خلاياه.

هؤلاء “المثقفون” الذين انقسموا على أنفسهم واستكذبوا ما طالما سعوا لبثّه في صورتهم من وعي وقيادة فكرية لمجتمعهم. هؤلاء “كثيرون” منهم، فرّوا في كل اتجاه كما يفر قطيع الغنم من الذئب، هرب كل فصيل منهم إلى بلاط يرتزق منه أو منبر يملأ جيبه، حتى أن لغته التي صنعت وجوده، لهث مهرولاً مستغرباً (من الغرب) ليبدلها بألسُنِ من أكل لحمه وفتّت عظمه واستولى على خيرات بلده وسعى إلى طمس معالم ثقافته، بل صار هو أكثر وبالاً على مجتمعه من عدوّه.

أيها “المثقون” أنتم أعمدة الزوايا في بناء المجتمع، استيقظوا.. إن بقي كل واحد منكم يغني على ليلاه، فلن تقوم قيام وطن، فكيف قيامة أمة.

قد يُغفر للسياسيين هرطقاتهم وبراغمتيتهم، لكنهم عرضيون زائلون، أما أنتم فعماد المستقبل.

أخيراً نظرت إلى عقلي، فوجدته ما زال على جموده ووجومه، فعلمت أننا بدأنا مرحلة قتل العقل بعد قتل كل القيم الإنسانية.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *