ماذا لو.؟؟
منال عمار ـ تونس
كبري عقلكِ، جملة تتكرر على مسمعي في كل مرة ترتكب بها أنت حماقاتك، كبري عقلكِ
حين ترمق الأخريات بنظرات ملؤها الشهوة والاعجاب، وتطلب مني ألاّ أثور أو أغضب، فهي مجرد نظرات، فكبري عقلكِ !!
حين تمتدح تسريحة أنثى أخرى، وعطر امرأة أخرى.. وتتناسى الوقت الذي استغرقتة في تسريح شعري ووضع عطري، ولا تبالي لأمري، وتطلب مني أن أكبِّر عقلي !!
وعندما تقضي وقتا للحديث مع فتيات على الهاتف بحجة أنهن زميلاتك في العمل، يجب أن أتقبل هذا الفعل وأن أكون حضارية معك، لكن ماذا بالمقابل ؟؟
حين أقضي وقتا في إعداد كعك عيد ميلادك، وتحضير هدية لحضرة جنابك، وأنت في يومها تنسى كل شيء لتذهب برفقة الأصدقاء، وتطلب مني، بكل وقاحة، أن اكبِّر عقلي !!
وحين أحرز نجاحاً في مهنتي وأنتظر منك تهنئتي لأنك رفيق حياتي، فتهملني وتتعامل مع هذا النجاح بلامبالات، وفي النهاية تصرخ متى تنضجين ؟؟
وعندما أطلب منك وقتا مستقطعا لمناقشة أمر ما، أو للحديث عن كتاب قرأته، أو لوحة أعجبتني، أو حتى نوتة موسيقية راقت لي، فأنت تصغي لي بشكل سطحي وكأنك لا تسمعني.. فلديك من الأمور ما هو أهم من أفكاري، لديك رفاقك، المقهى، مباريات كرة القدم.. كلهم أهم مني، وتأمرني ان أكون واقعية ؟؟
يا صديقي..
انت لا تريد مني نضجاً.. ولا تريد مني سعة صدر.. ولا كبر عقل.. كل ما تريدة هو استعمال هذه المصطلحات المطاطية لجعلها مطواعا لصالحك، لتبرر بها حماقاتك، أخطائك، إهمالك .
لكن ماذا لو كان بالمقابل إهمالي لترتيب ثيابك، لإعداد طعامك، للاعتناء بك، لأحبك وأغراقك بالمشاعر، أو امتداح رجلٍ آخر، أو مقارنتك برجال آخرين، أو قضاء وقتي بالتسكع مع زملائي وزميلاتي، وغيرها من الأمور التي تثير جنونك، و تجعلك تصرخ كالمجنون.. فأين كبر عقلك ؟؟
أين سعة صدرك ؟؟
هااا نسيت حينها أنك ستقول أنا رجل وأنتِ امرأة، أنا رجل يحق لي ما أفعل، وأنتِ امرأة يجب أن تنحني وترضخي و… تكبري عقلكِ !!
