الخميس 28 مارس, 2024

لكل علم أصول

لكل علم أصول

د. علي راضي أبو زريق

ali radi-1

 

[كنت] اطالع كتاباً عن ابن حزم. موضوع الكتاب وسط بين أصول الفقه وعلم الكلام، وبالتالي، ففيه مسحة من الفلسفة وعلم المنطق. خصوصاً أنه عن ابن حزم الفقيه، والفيلسوف، والكلامي. صاحب المذهب الظاهري. ومؤلف الكتاب أستاذ جامعي، معظم كتبه تدور حول اللسانيات واللغة العربية و.. ابن حزم.

وتحت عنوان أنواع القياس كتب العبارة التالية: “يميز ابن حزم بين ثلاثة أنواع من القياس كلها باطلة وهي…”. ثم ذكر الأنواع المقصودة. وهي ليست باطلة بل لها حضور عند علماء الأصول.

فوقعتُ بِحَيْرَةٍ شديدة متسائلاً: من الذي اعتبرها باطلة؟ هل هو ابن حزم أم الأستاذ الدكتور مؤلف الكتاب، أم بعض علماء أصول الفقه. وعدت إلى مرجعين محترمين في أصول الفقه، ومرجع ثالث هو أحد أصول فكر ابن حزم. فلم أجد جواباً لتساؤلي.

وما زلت محتاراً.

ترى ألم ينتبه المؤلف إلى اللّبس الذي أوقعنا به؟ ألم يكن باستطاعته أن يضيف عبارة من كلمتين، كأن يقول: (عند ابن حزم) أو (عند علماء الأصول) أو (عندي)، فيزيل اللّبس الخطير؟

ونصيحتي لمثل هذا الرجل، ولكل من ينوي الكتابة للجماهير، المتخصصة وغير المتخصصة، أن يتلقى مساقات تعليمية في مهارة الاتصال. وأن يفترض الجهل في قارئه. وأن يتعلم كيف يجعل جمله واضحة لا لبس فيهاً، مطبقاً قاعدة بشر بن المعتمر وهي “أن يُفهم العامة ويرضي الخاصة”.

نعم ليس عيباً أن يتلقى الأستاذ الجامعي المتخصص باللغة العربية مساقاً في مهارة الكتابة. لأن فن البيان له شروطه. وفيها زيادة فوق شروط إتقان علوم اللغة. وبهذه المناسبة أذكر أن إحدى الحكومات، قبل بضع سنين، طلبت من أحد وزرائها حضور دورة عن فنون مخاطبة الجمهور والصحفيين. وذلك عندما تبين لها عدم خبرة ذلك الوزير بفنون الاتصال. وليس ذلك بعيب فلكل تخصصه.

[لكل علم أصول، ابحثوا عنها، أو تعلموا أن تبحثوا عن الأصول].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ما بين معكوفين إضافة من الناشر ولا يتحمل مسؤوليتها الكاتب.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *