الخميس 28 مارس, 2024

فلسطين أولا وأخيراً…

فلسطين أولا وأخيراً

علي .أ. دهيني

falastin

 

تتبدى مواقف شعب أيّة أمة من خلال مواقفها من قضاياها القومية. وفيما نحن في خضمِّ صراعٍ يبدو أنه صراع وجود، تضيع بوصلة حركة شارعنا العربي بين الالتزام القومي والالتزام العقائدي.

إن العقيدة التي اعتنقها أنا كعربي منذ ما ينيف عن ألف وأربع ماية سنة، ليست بوجه من وجوهها، ضد الانتماء القومي، بدليل انتشارها في أكثر من قومية في بقاع العالم.

والمواطن العربي المسلم منتم بحكم الهوية، إلى قوميته، تماماً مثل المواطن العربي غير المسلم.

رغبت من هذه المداخلة البسيطة أن أصل إلى أن غاية الصراع القائم في منطقتنا العربية في جوهره ليس صراعاً عقائدياً، إنما استعملت العقيدة فيه وصولاً إلى ضرب كل مقومات التصدي للمؤامرات التي تتعرض لها هذه الأمة، ورأس هذه المؤامرات الانتهاء من شيء اسمه القضية الفلسطينية، هذه القضية التي طالت المسلم العربي، كما طالت المسيحي العربي، كما طالت كل عربي إلى أي عقيدة انتمى.

ولذا، أجدني أنا المسلم العربي أعتبر عقيدتي البند الأول في وعيي ونضوجي الفكري، وبذات الدرجة والمرتبة، أعتبر انتمائي القومي العربي، وكلاهما في هذا خارج الأطر الحزبية الضيقة التي أعتبرها الممسؤولة أولاً عن كل هذه التناقضات، وهي المسؤولة عن تفكيك إرادة المواطن العربي وتدجينه في حضيرتها، ومن ثم تحويله إلى أداة في حلقة خصامها مع المواطن الآخر.

إن الصراع المذهبي المستشري بين المسلمين اليوم يشكل في ظاهره، العماد الأول الذي تلتقي حوله الأمة بوجه عام، بدليل أن المناطق التي تعتنق المذهب الواحد لم تسلم من هذا الصراع، لأنه في جوهره صراع هدفه إنهاء الحالة القومية برمتها، وإعادة تشكيل الجزر القِبَلية المفككة بغية السيطرة عليها.

بالخلاصة، ما أود قوله في هذه العجالة ـ وقد قاله غيري كثيرين ـ هو أن الهدف الأول من تفكيك مجتمعاتنا، هو تسييد النواة الأولى التي غُرست في المنطقة تحقيقاً لهدف القضاء على عناصر القوة في هذه الأمة، وأقصد بهذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، والغرض الأول والأخير من إنشاء هذا الكيان، هو الاستيلاء على كل مقومات الأمة.

من هنا علينا ـ دائماً ـ أن نعيد التذكير بضرورة توجيه البوصلة إلى القضية الأم في مسألة الصراع القائمة، نحو فلسطين. وعلينا أن نسخر كل وسائل التواصل الإعلامي أو الاجتماعي، لهذا الهدف.

فلسطين أولاً وأخيراً هي المفتاح إلى إعادة توحيد الأمة، كما كانت هي الأداة إلى تفكيكها.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *