الجمعة 19 أبريل, 2024

بين البطن والذاكرة

شاهينيات

1535052_1418308665106170_729201129058470187_nفي الأجناس الأدبية، ما يطلق عليه الأدب الشعبي، وهو مادة ثقافية لها أثرها القوي في المجتمعات الشعبية إلى حد أن كثيراً من تفاصيلها يتحول إلى نوادر وأمثلة تندرج على ألسنة المتلقين، أو حكمة يقتدى ويُمتثل بها. لغة هذا الجنس الأدبي، متحررة إلا من ضوابط أدب الخطاب، كما يمكن أن تُقَدم بأكثر من مصطلح لساني بحسب لسان كل بيئة اجتماعية أو مصطلحاتها.

فكم من العناوين الثقافية والأدبية، تم إيصالها إلى الناس عبر الحكاية الشعبية، مثل: المعاملة الحسنة، والإيثار، والأخلاقيات، والأمانة.. إلى غير ذلك من المبادىء الأساسية في بناء مجتمع سليم. وشرطها في التأثير هو قوة الكاتب لهذا الجنس أو الحاكي له وحنكته وذكاؤه، في التقاط مساوىء بعض ما يشوب المجتمع، أكان في سلوكيات الناس أو في أساليب الحكم والحكام.

وما يجعل لهذا الجنس من الأدب أثره العميق في العقول، أن راويه سعى من خلاله إلى لغة تساعده في إيصال أفكاره وانتقاده، باسلوب مبسط وعبارات بسيطو، فيصل إلى الناس بعيداً عن تقنيات اللغة ومُلْزِماتها في السرد، فهو قد أتقن موضوعه وسرده بما يتوافق مع جميع العقول السامعة لتستوعب منه ما شاء إيصاله، وهذا الجنس هو أهم أساليب النقد الاجتماعي.

في ” مدارك ثقافية”، وإيماناً منّا بجدوى هذا الجنس الأدبي، أضفنا باباً خاصاً بالأدب الشعبي وأسميناه “شاهينيات” وهو مشتق من اسم كاتب هذه الزاوية الأستاذ علي ديب شاهين، لما وجدنا في كتاباته ما يستحق أن يقدم للقارىء العربي، وما تتضمنه كتاباته من نقد اجتماعي لا يقل قيمة أدبية عن سواه من الأجناس الأدبية في مجال النقد. وهذا لا يعني أننا لا نستقبل كتابات من أسماء أخرى، بل هي زاوية مفتوحة لكل من يجد عنده مادة تصلح أن تنشر في هذه الزاوية.

 

 

بين البطن والذاكرة

علي دياب شاهين

كنت بزيارة لَ مصر بدعوة من صديقي، المتزوج من نمساوية، وبالحقيقة كنت راسم براسي مخطط منيح لأهداف الزيارة، منها: اتصور معهم سِلفي، أو يُصادِف شوف تامر حسني، أو عمرو دياب، أو الراقصة تهاني بركات، أو اتصور مع نادية الجندي أو نبيلة عبيد، أو إفلت عَ المطاعم، وعَ الحمام بالفريك، والكوشري، والمنبار، وشي كم نفس ارجيله زغلول، وبالليل إسرح عَ الملاهي إسمع شعبان عبد الرحيم، (أنا بَكْرَهْ اسرائيل، وبحب عمرو موسى) وإذا بالسهرة اجت ب شي نمرة الراقصة تحيات ما كتير بكون زعلان، شوف هزة خصرها.. مثلا يعني.

مش هون القصة، القصة : تاني يوم ما طلع معي حساب الحقل عَ حساب البيدر، لأنو زوجة صديقي النمساوية، جايبي معها كتاب شي ألف صفح’، عن تاريخ الفراعنة، وهيي كمان راسمي مخطط لَ أهداف الزيارة….

وكل ما عملنا زيارة لَ شي مَعْلَمْ أثري، تفتح ها الكتاب، وتشوف معلومات عن كل بحصة، أو حجر، أو تمثال.. يعني أيمتا صُنع، وبأي أدوات نُحِت، وبأي عصر، وأي حضارة.. أو شي مومياء، كيف تحنَّط، وبشو تحنّط، وشو كان ياكل، وكيف مات، وأي سنة مات، وما كانت كتير فارقة معها الأكل والشرب والأرجيله، وكانت تكفيها بسكوته صغيرة من شنطتها، وهيك….. نمشي وراها من الفجر للنجر.

ووقت زرنا النيل، أخذت فكرة منين بينبع ووين بيصب، وأديش طولو، وأديش عرضو، ونوعية الماي، ونسبة الاملأح وتأثيرها عالزراعة، وتأثير النيل على الحضارة المصرية، ومين قال (مصر هِبَة النيل) وهاي الأسئلة كلها كانت تمطرها عَ دليلنا بالمركب السياحي، وأنا بالحقيقة سألتو سؤال واحد، في سمك بالنيل بيطلع معنا بالديناميت.؟؟؟؟

هيدا الفرق بيني وبينها ويمكن بالجملة بينا وبينهم، إنو نحن شعب بدو يعبي بطنو، وهني شعب بدو يعبي ذاكرتو..

 

مقالات ذات صله

  1. مهدي

    علي دياب شاهين ناقد بارع وروائي تلمع حروف كلماته وتستدرجك للنهاية… يوما ما تعرفت اليه من صفحته الرائعة ،،، وسابقى.

    الرد

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *