السبت 20 أبريل, 2024

احتفال تكريمي  للدكتورة دلال عبّاس

برعاية وحضور وزير الثقافة

احتفال تكريمي  للدكتورة دلال عبّاس

وتوقيع كتاب أيامٌ مئاتٌ قبل في إيران قبل الثورة 

أقيم على مسرح ثانوية حسن كامل الصباح في مدينة النبطية ـ جنوب لبنان ـ حفل تكريم الأديبة والباحثة الدكتورة دلال عباس برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى وعدد من نواب المنطقة ومحافظ النبطية الدكتور حسن فقيه، ورئيس مراكز الأونيسكو الدكتور مصطفى بدر الدين، إلى جانب حشد من أهل الثقافة والتربية والأدب والفن ومندوبين عن جمعيات المجتمع الدني، وذلك بدعوة من وزارة الثقافة اللبنانية و”دار الأمير” للنشر في بيروت.كما قدمت “دار الأمير” بالمناسبة جديد الطكتورة دلال عباس الكتاب الذي صدر حديثاً للكتورة بعنوان “”أيام مئات في إيران قبل الثورة”.  

وقد تخلل اللقاء كلمات بالمناسبة قدم لها الأستاذ عبد المنعم عطوي الذي افتتح اللقاء بطلمة قال فيها: “حين يصبُح الوطنُ حقيبةَ سفر، ويلوذ النَّاسُ بالطوائف، وتنحدر السياسةُ إلى الحضيض، نلوذ بالثقافة”..

المرتضى

 وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، أشار في كلمته إلى أن : “أيام مئات في إيران قبل الثورة، كتاب جديد يُضافُ إلى المكتبة العربية بتوقيع الدكتورة دلال عبّاس التي صرَفَت قلمَها إلى شأنٍ جليلِ المسارِ والتأثير يتمثل في بناء الجسور بين الثقافات وبخاصة العربيةِ والفارسية.

وأضاف: “إذا كانت الدكتورة عبّاس قد تعلّقت باللغةِ الفارسيةِ منذ أواخرِ الستينيات من القرن العشرين إبّانَ دراستها الجامعيةِ في الجامعةِ اللبنانيةِ الوطنية، فإنه شغفٌ لم يقتصرْ على الاكتسابِ الذاتيّ فحسبْ بل تعدّاهُ ليصيرَ عمليةَ تعريبٍ وتعليمٍ جامعي ونقدٍ ودراسةٍ مقارَنة،

وتحدث في كلمته عن أهمية الانفتاح الثقافي ودور العاملين في هذا الانفتاح ومنهم الدكتورة دلال عباس إذا كانت الدكتورة عبّاس قد تعلّقت باللغةِ الفارسيةِ منذ أواخرِ الستينيات من القرن العشرين إبّانَ دراستها الجامعيةِ في الجامعةِ اللبنانيةِ الوطنية، فإنه شغفٌ لم يقتصرْ على الاكتسابِ الذاتيّ فحسبْ بل تعدّاهُ ليصيرَ عمليةَ تعريبٍ وتعليمٍ جامعي ونقدٍ ودراسةٍ مقارَنة”.

وتحدث في كلمته عن أهمية الانفتاح الثقافي ودور العاملين في هذا الانفتاح وإلى أهمية الوصلِ بين التراثين الفارسي والعربي، وتكشفَت من خلالِها للأجيال العربية مقدار الترابط العضوي بين ثقافتين متجاورتين نمتا في حضن الإسلام يتجلياته المعرفية كافةً، وأخذت هذه من تلك وتلك من هذه عاداتٍ ومعتقداتٍ إيمانيةً ومفرداتٍ ومعانيَ ورسمَ حروفٍ وأساليبَ بيان، وبخاصة أبعادًا عرفانيةً وصوفيةً حتى امتزج التاريخان في سياقات متقاربةٍ إن لم نقل واحدة”

وقال: “ولعلّ التفاتَ الدكتورة عبّاس بشكلٍ أساسيٍّ إلى الثقافة الإيرانية الحديثة، في كتابِها الذي ننتدي له اليوم كما في سائرِ كتبِها، ينمُّ عن مدى تأثّرها الشخصي بمفردات هذه الثقافة الإسلامية الإنسانية التي ترتبط أولًا وأخيرًا بمنظومة القيمِ التي من أهمِّ مبادئها العدالةُ ورفعُ المظلوميةِ والإخلاصُ للحقِّ حتى التضحية. وهذه مبادئٌ إيمانيةٌ وإنسانيةٌ ليس لها جنسية ولا انتماءٌ مذهبيٌّ أو مناطقي؛ ويحسنُ في هذا المجال أن أردِّدَ ما كنتُ قلتُه قبل مدة في الخطاب الذي ألقيتُه في المكتبة الوطنية أثناء الاحتفال بتكريم الدكتورة دلال عبّاس من أنها “مدّتْ يمناها إلى مجاني الفارسية، ويُسراها إلى شجرِ العربية، وطعَّمَتْ هذه بطعومِ تلك، وتلكَ بطعومِ هذه، واستخرجت من الثمار أحمالًا جديدةً يانعة، فأبطلَتْ بما فعَلَتْ قولَ المتنبي في مغاني شِعْبِ بَوّان عن أنَّ “الفتى العربيَّ فيها غريبُ الوجهِ واليدِ واللّسانِ”. لقد ألغى قلمُها الغربةَ التي يريدُ بعضُ الناسِ أن يبسطَها بين الثقافتين، وهتف بأعلى حبرِه: لا غريب بينهما سوى الشيطان… وتعرفون حتمًا من هو شيطانُ هذا العصرِ المزروعةُ قرونُه الاحتلاليةُ والتدميريةُ في أرضِنا”.

ثم كانت كلمة رئيس هيئة العطاء المميز الدكتور كاظم نور الدين، وجاء في كلته: نتشوّقُ في هذا الزمنِ السريعِ التقلُّبِ إلى الأُصلاءِ في التفكيرِ والذوقِ والتصرُّفْ، وها نحن اليوم نلتقي حول دكتورة دلال لنقول لها إن للجَهدِ ثوابهُ، وإن في الأدبِ رضىً .. تكتبُ بلغاتها المتعددة وتؤلفُ بحواسِها المُجَهَدَةْ، وتخطبُ بسحرها ليُجْمِعَ لها البال… الدكتورة دلال عباس أديبةٌ خلاّقةٌ كثيرَةُ الجِدّ، وضعتْ ركائزَ السِّيرِ العلمية الرصينة، فعالجت قضايا المجتمع والمرأة وأدركت أن القضايا الاجتماعية لا تعالج عن طريق العاطفة وحسب، لذلك ما تنازلت يوماً عن أسلوبها الوجداني الذي يشِعُّ ذاتيةً وتفرداً وتلميحاً معمقاً… فمؤلفاتُها خيرُ مثالٍ على الذاتية والعمقِ والجمال…

صادق

تلتها كلمة رئيسة جمعية تقدم المرأة الأستاذة زهرة صادق، وممّا جاء فيها: “نقف اليوم، أمام شخصية حيّة حقيقيّة جعلت من كلّ ما قيل سابقًا حقيقةً دامغةً من خلال ما قدّمته للعلم والفكر والأدب والثقافة، من نتاجات كبيرة، أكاديميّة واجتماعيّة وفكريّة”. وخاطبت المحتفى بها: “كنتِ وستبقين أنموذجًا حيًّا للمرأة الحرّة الأبيّة، المناضلة، المتحدّرة من أصالة متجذّرة في عروق الأرض، كنتِ وستبقين معنا، الشعلة المضيئة في رحاب الحياة”

بزّي

 وكانت كلمة الختام لـمدير عام “دار الأمير” الدكتور محمد حسين بزي والذي هو بدوره ممن كتبوا ونقلوا عن الأدب الفارسي ونشروا العديد من الكتب لرواد إيرانيين. قال في كلمته: “ذاتَ حكايةٍ في فتنة الوقت، على الموج الصاعد نحو الينبوع، وفي غفلة من هدأة الياقوت واستراحة الماس على التاج في العصر الصفوي، وعند غرّة المدلول على الدال، والممكن على الواجب في صخب الكلام عن إصفهان والبهائي أضعتُ وجهتَها في الحديث، وشتتُ انتباهها واختطفتُه منها، بعد أن كانت أطلعتني عليه، وأسرّت لي أنّها لا تريد نشره، رغم اهتمامها وانهمامها وانهماكها الدقيق في تبويبه وتدقيقه، لكنّها لا تريد نشره إلّا بعد مغادرة الجسد الطيني، لكنّني وبكلّ جرأة اختطفتُه منها، وها أنا أنشره على الملأ.. تاريخ كتبَ قبل ست وأربعين سنة على دفتر لم يتغاب عنه الزمن ولم تنل منه النازلات رغم الحروب والخطوب.. “أيامٌ مئاتٌ قبل في إيران قبل الثورة” مذكراتٌ ويوميات أملاها الأمل، وتكفّلها الألم، وبين هذه وتلك طالما غمر الدمع محبرتها التي شفّت عن أقلام متعدّدة الألوان والأحوال، وقل الأهوال.. تلك هي، تلك هي دلال.. المرأة العاملية المهاجرة يومها، والأكاديمية صاحبة الفكر الوقّاد الذي يهدأ ليستعر ولا يغفو حتى الآن.. لدرجة أنني أظنّها تكتب حتى في منامها، وقد صادفني هكذا أمر في حكايا العقل الفعّال التي تُحكى ولا تُسمع، وتُنظر ولا تُرى حتى تُنشر في الجزء الثاني من مذكرات دلال عبّاس وهو كتاب نسيمة.. كتاب نسيمة الذي سنختطفه أيضًا كما فعلنا مع أخيه إلّا أن تسعفنا به فتكفينا شرّ الاختطاف والخطف وهي التي عودتنا على الشتاء والربيع حتى في الخريف والصيف”.

عبّاس

 وكانت كلمة شكر للمحتفى بها الدكتورة دلال عبّاس، جاء فيها: “أقف هنا في هذا الصرح التربويّ لأشكر من صميم قلبي كلّ الّذين اقترحوا ورعَوا وأقاموا هذا الاحتفال فردًا فردًا.”

وقالت: “السنتان اللّتان عشتُ معظمَ أيّامهما في طهران، أتاحتا لي معرفةً واسعةً بالأوضاع الثّقافيّة والسياسيّة والتّاريخيّة من خلال التلفزيون التعليميّ، وقراءةِ الصحف، ومحادثة معارفنا وغيرهم من الإيرانيّين والأجانب والعرب والجيران وعامّة النّاس. هاتان السنتان كانتا بالنّسبة إليّ كسنتي أبي حنيفة النعمان، غيّرتا مجرى تفكيري ودراساتي واهتماماتي. أشكر الله عزّ وجلّ على نعمائه كلّها. وأشكركم جميعًا على التّعب والنَّصَب والتّحضير والحضور والمشاركة وقراءةَ الكتاب. هذا المديح الّذي كيل لي، يجعلني بحاجةٍ إلى سنين من الاستغفار لتهذيب الأنا (ego ) وتحجيمها، خوفًا من الوقوع في المحظور من الغرور”.

 وختم الحفل بتقدّيم الدكتور محمد حسين بزي الدرع الذهبي لـ دار الأمير لكلٍ من وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى وللدكتورة دلال عبّاس ولمدير ثانوية حسن كامل الصبّاح الأستاذ عبّاس شميساني.

 

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *