الجمعة 29 مارس, 2024

لم يستطيعوا شراء حبي لسوريا

الشاعرة والأديبة غادا فؤاد السمان لـ “روسيا الآن”:

لم يستطيعوا شراء حبي لسوريا

حاورها فادي نصار

* على المرأة أن تبدا ثورتها الأولى على ذاتها.

* بيروت بالنسبة لي ، اكثر من حلم.

* صمت المواطن يقتلني أكثر مما تقتلني الديكتاتورية.

* أقول لمن يدعي أنهم ثواراً،اذهبوا وأنهلوا من الثقافة والمعرفة

* أتى سمير نشار الى بيروت، وعرض علي أن اكون بوق الثورة

 

الكاريزما الرائعة التي تحسد عليها، الشاعرة التي تعشق الاشياء الصعبة ، وتعشق وطنها معلنة مراراً وتكراراً أنها لن تشهر السكين في وجهه، رغم انهم أوجعوها هناك.

على الرغم من اعتذارها من محمود درويش عن كتابها اللغم “اسرائيلات باقلام عربية”، الا ان الكتاب انفجر فيها، حاصدةً باصداره عداوةً من قبل الوسط الاعلامي اللبناني والسوري. وعلى الرغم من كل الصعوبات، استطاعت أن تترك بصمة مميزة في الأدب العربي الحديث، الشاعرة الدمشقية غادا فؤاد السمان تتحدث الى “روسيا الان”.

– من اكتشف غادا فؤاد السمّان الشاعرة؟

مع تعاقب مدرسات اللغة العربية، وأنا كنت ما أزال على مقاعد الدراسة لفتهنّ أن لدي لغة شعرية بالسليقة، كنتُ أجيد التعبير والكتابة والقراءة، وأشعر معها بتكريس حضوري بين زميلاتي في الصف وهنا يأتي اكتشاف الموهبة من خلال تعاطيك مع من هم حولك وبالأخصّ المسؤولين ممن يقرؤون لك للتقييم والتصويب، وقد يلفتهم الجملة التي تتناولها كمفردة أقرب لخصوصيتك حيث تحمل من أعماقك الروح والبصمة، ودائماً كيف تقدم نفسك من خلال لغتك، وكيف تعرف عن ذاتك، وكيف تكون صياغتك وطريقتك هو ما يحدد أسلوبك ونهجك الأدبي فيما بعد وعلى امتداد المراحل وتغيرها وتقلّبها.

– هل يرتبط الشعرلدى غادا فؤاد السمان بنوع من الفلسفة؟؟

طبعاً بالدرجة الأولى يرتبط شعري بالفلسفة الوجودية على الرغم من ايماني العميق بالروح والبحث المتواصل عن مكامنها ومنطلقاتها ومنابعها ومساراتها، لكن الفلسفة وكما أفهمها هي عنصر مساعد لتجميل الوجود بإضافة المعنى الأعمق والأدق بفتح آفاق الاحتمال على مطلق أي حاله، لأنني لا أستسيغ الاشياء البسيطة، فأنا أتعاطى مع الوجود على اساس انني احب الاشياء المعقدة والصعبة وحتى الاشياء البسيطة احب ان افلسفها اعقدها لاستسيغها واحبها، هي ربما وسيلة للتحريض المتواصل على التفكير وإشغال الذهن، وإخراجه من السحطية والفراغ والكسل والبلاده.

– ماهي قصة الحرب المشتعلة بين غادا فؤاد السمان وبين غادة السمان؟؟

للأسف دائماً هذا السؤال ملزمة أنا وحدي بالإجابة عليه، إذ لم يجرؤ صحافي على توجيهه لغادة السمان الاخرى، وأنا أعيب على الصحافة إغفال توجيه هذا السؤال للأخرى، وربّما هناك من طرح هذا السؤال لكن سميتي لن تجرؤ على مناقشة وجودي، سواء كنت، غصة في حياتها، أو حجر عثرة، نقمة، لعنة ، لتسمها ماتشاء.

بالنسبة لي اسم “غادة السمان ” كان العتبة، التي انطلقت منها، ولكن لا أحد يتسمّر عند العتبة طويلاً، دائماً هناك بداية وهناك مسير واستمرار أو تلاشي، وأنا مستمرة منذ ربع قرن وأكثر، ولا أظن أن أحداً يصمد لأكثر من ربع قرن لو لم يكن لديه ما يكتب وما يعلن وما يقول، ولا أظن أنه لولا تميّزي كان شيئاً يمكن أن يثير حفيظة غادة السمّان المتواصلة ويدعوها لكتابة المهاترات عند كل منعطف، ترتطم فيه بهالاتي التي تستفزّها، للكتابة بأسلوب لا يرتقي إلى

تاريخ أديبة بحجمها، آخرها مقالة “القدس العربي ” التي منعت في هذه الصحيفة من حق الرد وحتى من حق التعليق، هذه الصحيفة التي سبقتها إليها بمسافة زمنية لأكثر من ثلاث سنوات زاحمتني إليها حتى “احتلّت ” مكاني بمساحة أقل من التي كنتُ أكتب فيها مقالاتي السياسية الطويلة، لا أنكر أنّي في سباق وسياق مع الزمن، وثمّة مناورات كبيرة ودائمة مع الحرف والاحتراف، وثمّة صراع مع الحالة، وثمّة دأب للبحث عن الفكرة، قبل الاسترسال بأي عنوان أو موضوع، أعيش الحالة بحذافيرها، على مدار أنفاسي، أشهق لأجمل ما يعتريني من أفكار، وأسخط مما لا يلفتني، ومن ثم اعلن عنها من خلال صياغتها سواء اكان عن طريق الشعر او المقالة، المهم انني لاالتفت الى الوراء.

وغادة السمان أكرر هي نقطة بداية، لم اختر هذا الاسم، والدي كان من المتنورين، وأعجب بخروجها عن المألوف في الخمسينات وكانت صاحبة عدة مؤلفات قبل ولادتي منتصف الستينات، في وقت كانت المرأة آنذاك لا تُرى بالعين المجردة خلف زجاج نافذه، فما بالك تنطلق وتكتب باسمها الصريح، وتصدر الكتب، ولكن للاسف هي لم تتخلص من هذه العقدة(عقدة الاسم) الذي حولته لإثم يخصني، وتدعي مراراً وتكراراً انني استفيد من هذا الاسم، وانا دعوتها مراراً الى أن تشتري الاسم مني طالما يعود علي بكل هذه الفائدة؟ ولكنها لاذت بالصمت و”التطنيش “.

– أين غادا فؤاد السمان من قضايا المرأة في الشرق؟

للأسف في العالم العربي هناك الكثير من شعارات حقوق الانسان ومن ضمنها حقوق المرأة، إلا أنني لا أؤمن بكل هذه الشعارات، لا أحد يمكن أن ينوب عن المرأة في تحديد وتحرير مصيرها، هي وحدها السمؤولة والمخوّلة لخوض معاركها في المجتمع، سلاحها الأوحد هو العلم والمنطق ومعرفة الذات، عندما تتوفر لديها هذه المعطيات، تصبح الدرب مفتوحة حتماً وبالضرورة كتحصيل حاصل، والمرأة الجانحة الجاهلة تحتاج الى تقويم بالتأكيد، والرجل لا يضرب المرأة دون أن تكون هي صاحبة الفرصة لتعنيفها عندما تخرج الرجل من نفسه ومن أطواره، وفي حال لجأ الرجل للتعنيف دون وجه حق، فهو رجل شاذ مريض يحتاج مصحاً وعلاجاً نفسياً مكثّفاً دون أدنى ريب.

أنا لا أنحاز إلى “بروبوغاندا” حقوق المرأة لأنني أرى أن الرجل في العالم العربي لم يكتمل نموّه النفسي ولم تكتمل شخصيته بعد .

وثقْ أنه عندما تكون المرأة منطقية، سيقف المجتمع كله معها، لهذا على المرأة أن تبدأ ثورتها الاولى على ذاتها ومن ثم تعلن ثورتها على مجتمعها.

– تعتقدين ان الادب العربي  في أزمة؟؟

بالتأكيد الأدب العربي يعيش أزمة وأزمة شرسة بالتأكيد، حيث تحول الأدب من كونه فكر ومعرفة وموهبة وثقافة تحوّل من كونه نبض ووجود ومعنى ومبادىء وقيم ومثل عليا إلى مجرّد علاقات شخصيّة وشخصانيات بالجملة والتفصيل، وصار مقياس الأدب انعدام الأخلاقيات فيه شرطاًمن شروط نجاح الأديب وتوسيع حلقات انتشاره.

– أين غادا فؤاد السمان من مدينة الياسمين، لماذا استبدلت دمشق بمدينة بيروت وماذا اعطيتِ لبيروت؟

دمشق مهدي، وأصبحتْ حلم لتكون لحدي، كلّما فكّرت بالموت حين يختطفني وأنا في الغربة، للأسف دمشق لم تنصفني، لأن القيادة في دمشق لطالما أنصفتْ المنافقين، المتزلفين، المطبلين، والمزمرين، وعشاق التدليس، وحملة الأبواق، لم تعتمد إطلاقاً، على إنسان واحدٍ حرّ باستثناء ربما “محمد الماغوط “، وأنا بشهادة كبار النقاد أحمل قلماً “ماغوطيّا ” بامتياز، واعتبر ذاتي ليس من الاحرار وحسب بل من كبارهم، لأني حين كنت أرفع الصوت في معظم مقابلاتي المتلفزة، وأوجه النقد للسمؤول في سوريا، كان معظم الصيصان الذين تحولوا إلى صقور ونسور المرحلة، هم أنفسهم الذين خانو الوطن في أوقاته الصعبة التي تعيشها سوريا هذه الايام، وأنا لست حالة فردية، هناك الكثيرون من أصحاب الفكر الحرّ الذين لم تتح لهم المنابر والشاشات ليعلنوا عن مواقفهم.

بيروت بالنسبة لي، هي أكثر من حلم محقق، هي تاريخ أدونيس، جبران خليل جبران، سعيد عقل، الفاخوري، وأنسي الحاج، وإلياس خوري، ومحمود درويش والأخوة الرحابنة وغيرهم كثير إذاً بيروت كانت منارة العالم العربي ثقافيا وإعلامياً… والكل بطبيعتة يبحث عن النور، لذلك بيروت تعني لي الكثير، ولم أت بيروت من فراغ، فمنذ إصداري الثاني “الترياق ” في العام 1991تعرضت للتحقيق في إحدى الفروع الأمنية، وكان ثمّة تهديد صريح بضرورة الابتعاد عن النصّ السياسي وخاصّة أن كتبة التقارير كانوا بالمرصاد لأدنى حرف، حين ورد في مجموعتي الثانية ولا أنسى مايلي:

“لاتسألوني عن طبيعة بلادي الساحرة.. وقد عشّش فيها الغربان “،

ورغم أن الإصدار يخضع لرقابة مشدّدة من وزارة الإعلام واتّحاد كتاب العرب، إلا أن المحقق اعتبر ماورد هو مسؤوليتي طالما أن التقرير الكبير جدّا في حينه اتّهمني بالتقليل من هيبة الدولة، وكان المحقق في حينه “النقيب عاطف نجيب والعميد ابراهيم ” وتكرر ذلك في العام 2009 حيث منعت من السفر لمغادرة دمشق إلى بيروت إلا بعد مراجعة فرع “فلسطين “، ومازلت حتى يومي هذا عقب كل زيارة إلى دمشق أخرج منها بموجب برقية بعد مراجعة الفرع، ولا أنفي أنني غيرت الكثير من مواقفي، بعد 2013 ليس خوفاً مما أذكر، بل احتراماً لرغبة شعب فعلاً حرصه على النظام السوري ليس 80% كما تشير نشرات الأخبار بل 95% وهنا لا أتحدّث عن فئة خاصة من الشعب السوري “البعثي أو العلوي ” بل من صميم الدمشقيين أحفاد الدولة الأموية وأنا منهم، فالبديل عن النظام كان لا يرتقي إلى مستوى الجاهلية العمياء وعصر الظلمات.

– كيف تنظرين الى مايجري في سوريا وهل أنتِ معنية بسياستها؟؟

السياسة هي عصب الحياة اليومية، وخاصة في عالمنا العربي، ولانستطيع أن نتنصّل من دورنا ونترك هذا العصب ان يتراخى ، فكثيرة هي حقوقنا المهدورة، تصور مثلاً وأنا الكاتبة منذ خمس وعشرون عاماً، لم أترك صحيفة في دمشق ولبنان والخليج إلا وتعمّد بمحابرها قلمي، أحتاج لدخول مشفى في بيروت لعملية “قسطرة ” في القلب الذي بدأ يحصد كل آثار الإنفعال المزمن الذي عشته، ولااستطيع، الانسان العربي محكوم بلقمة عيشه وعليه أن يكون تابعاً ليعيش وكل نضالي هو أن أواصل مسيرتي دون الرضوخ لأحد.

في الحقيقة انني عندما كنت اكتب ضد النظام السوري كان من يدعي الان بانهم ثوار،وهم ليسوا سوى فقاعات تتعاقب في تيارات الهواء التي تلعب بالمصير السوري، وهم ليسوا إلا مرحلة عابرة جدّاً ومعظمهم استنفذ دروه، فدمشق لن تموت، وهناك أمل دائم بالشعب السوري.

أنا مع سوريا الان. ووطني اغلى من جميع اغراءاتهم مهما ضاقت ظروفي وأنا غارقة في هموم وديون ما أنزل الله بها من سلطان.

مواقفي كلها موثقة كل كتاباتي الشعرية صنفت على أساس أنها أدب سياسي بامتياز، ثلاث مجموعات شعرية الاولى “وهكذاأتكلم أنا ” 1989 الثاني “الترياق”1991 والثالثة “بعض التفاصيل” 1995 أخرها ” كل الأعالي ظلي” في 2010 ترجم في المغرب وصدر في باريس عن أهم دار نشر فرنسية “لارمتان “، ناهيك عن كتابي الأهم “إسرائيليات بأقلام عربية ” الذي صدر في العام 2001 وحقق مبيعات أولى في معرض الكتاب اللبناني الدولي وفي إمارة الشارقة، وكذلك في طبعته الثانية 2002 وقد وصف بأنه الكتاب اللغم، إذا مؤلفاتي كلها نقد سياسي، ولم يسلم من نقدي اللاذع أحد تحدثت عن الفرد عن بنية المجتمع، عن صمت المواطن، وكان أكثر ما يقتلني هو صمت المواطن، أكثر مما تقتلني الديكتاتورية نفسها التي لم تتمادى لولا تخاذل المواطن تجاهها قيل لفرعون من فرعنك قال: لم أجد من يردعني، لو أن كل مواطن هدم جدارالفساد الذي وصل إليه الوطن، ولو بدبوس، لسقط الجدار منذ أعوام ولكانت سوريا السباقة إلى الحرية والديموقراطية والنور نموذجاً لجميع الدول العربية بمقدمها لبنان، فلبنان حريته لم تمنحه وطناً حقيقياً وطن المؤسسات والدولة.

ولا أخفي عندما احتدمت الأحداث في تونس كان لدي غبطة داخلية، بأن الشعب السوري سيتحرك، ولكن غبطتي كانت ممزوجة بخوف رهيب ان يكون المآل كما حال العراق.

عندما كنت أكتبُ ضد السلطة، كان كل المثقفين أبواق له، أكلوا من خير النظام وكبروا باسمه وعلى أكتافه، في نفس الوقت الذي عرفت فيه اللجوء المبكر منذ 1992إلى بيروت، هم ذاتهم الذين أصبحوا مرتزقة اليوم، وانقلبوا عليه، وراحوا يلهثوا خلف امتيازات المعارضة التي باعت الوطن والمواطن مقابل الدولار، وهنا كان امتحاني لذاتي يكبر فلم أساوم، وآثرت الغرق في الهموم والديون على اللجوء لفرنسا أو تركيا، لأنني بنت الوطن وبنت المبدأ، عندما قامت الدنيا بحربها على سوريا قلت لن اشهر سكين بوجه وطني وإنما سأقوم بدعمه ليعود الشموخ والكرامة والعزة الى الوطن، يكفي إننا كنا ننعم بالأمن والسلام والتعليم والخدمات الإجتماعية الأخرى.

أقول لمن يدعوا أنهم ثواراً، اذهبوا وانهلوا من الثقافة والمعرفة، ومن ثم ابدؤوا بثورة، لقد أحرقتم البلد أنتم بغبائكم وتآمركم على وطنكم لا على النظام على كيانكم لا على الفساد، ألم تصرخوا “الموت ولا المذلة ” لماذا لم تموتوا وتركتم سوريا لمصيرها في أول فرصة، تركتم وطنكم وهاجرتم الى اوروبا، لتصبحوا أذلاء في مخيمات الاستعطاف العالمي، نعم أذلاء قلتها وأكرر أذلاء لحفنة من المساعدات الانسانية هنا وهناك في مشاهد مقزّزة لم يشهدهها السوريين في تاريخ سوريا الاكثر بشاعة. أنا لم أتاجر بوطني، على الرغم من أنني حتى تاريخ هذا اللقاء ادخل سوريا بإرادتي ولكن لا أخرج منها إلا بقرارٍ من السلطة.

اكتب كل ماأقوله لك وأنا مسؤولة عن كلامي، حين أتى “سمير نشار” الى بيروت، في العام2006 ولم يكن حينها هناك أي شيء اسمه ثورة، وعرض علي أن أكون بوقاً للثورة معهم، وظل معي لأكثر من ثلاث ساعات لإقناعي للانضمام إليهم وبالصفة التي أرغب بتسمية دوري معهم، قائلاً : نبحث عن امرأة صوتها عالي ولاتهاب شيء وقوية ومثقفة، كان ينسق في حينه معه ميشيل كيلو بين دمشق وألمانيا ولكني رفضت وشعرت أن مؤامرة منذ ذلك الوقت تُحاك ضد سوريا ولا تحاكي فعلياً الوضع الداخلي، بل كان ثمة إملاءات خارجية والمعارضة تبنت تنفيذها بصفتهم أدوات لا ثوار لديهم مشروعهم الإصلاحي لإنقاذ الوطن والمواطن فعلاً.

عندما احتدمت الأوضاع في 2011 كان “غسان المفلح ” يتواصل معي “غسان المفلح” من جنيف وكله يقين أنها مسألة أيام وينتهي العهد والنظام معاً، وكنت أراهنه أن ثورتهم فاشلة لأنها ثورة مرتزقة وليست ثورة أحرار، كان يستنخيني لأكون معهم، بالسفر للخارج والكتابة لصالحهم ولكن كل ما كنت أراه وأستشرفه حصل كان علي أن أتوجه للسفاره الفرنسية وأطلب اللجوء بعد تمزيق البسبور السوري، ليتكفلوا بتقديم حياة أكثر رخاء لم يكن يصل إليها المثقف السوري القادم من بيئة تعيسة حتى في عزّ أحلامه، إلا أنهم لم يستيطعوا شراء حبّي لوطني واعتزازي بكبريائه. وهنا لابد أيضا من التنويه، أن أول ظهور تلفزيوني لمن سموه رئيس الإئتلاف “هادي البحرة ” كان بسعي مني ليكون ضيفي على قناة الحرة وبدأ يتشدق في حضوري عن سهير الأتاسي حتى التقطته كما غيره من المطبلين، وكل متثاقفي هذه الثورة أعرفهم من أي عجينة هم.

ــ اعتذرت مؤخراً على اتهامات وجههتها لمحمود درويش في كتابك “اسرائيليات باقلام عربية” دون أن يرد عليك يومها؟

طبعاً هو لم يرد إلا أن مجموعة كبيرة من أدباء لبنان، انبروا ليدافعوا عنه، أنا أدنته من فمه، قصيدة واحدة كتبت عنها كتابي الذي اسموه في جريدة “السفير” بالكتاب اللغم لأنه انفجر وفجرني “اسرائيليات باقلام عربية” الذي تحدثت فيه عن مسألة التطبيع وكنت أساجله على أنه كونك شاعر القضية الفلسطينة وشاعر المقاومة يجب عليك أن لاتريني العدو بصورة طوباوية، أنت مسؤولياتك أكبر من مسؤولياتنا جميعاً.ومنذها سمي بــ “الكتاب اللغم” كما كتبت السفير أيام ذاك وانفجر في الكتاب ومتُ أنا، قال لي اسكندر لوقا مستشار الرئيس الاسد أن محمود درويش يدخل سوريا محمولاً على الأكتاف فكيف تحاربينه، وكان يريد من قوله ذاك بانه لن يتبنى كتابي.  قلت له يومها :كتابي شرعي وليس لقيط، وأنا سأتبناه، ناصبني العداء الجميع، بعد كتابي هذا، فقدت عملي في الكثير من وسائل الاعلام.

– من الادباءالعرب والعالميين لهم تاثيرفي تجربة غادا فؤاد السمان؟؟

قرأت هوغو ، بوشكين، لوركا، تشيخوف، غارسيا ماركيز، وأخرون كثر، ولكن مايعجبني أكثر من الجميع هي ايزابيل الليندي وتأثرت كثيراً بالشاعر جاك بريفير.وعربياً اثر فيّ الشاعر رياض الصالح حسين.

المقابلة منقولة عن موقع “روسيا الآن”.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *