السبت 20 أبريل, 2024

ذهلَتْ بجأشِك والجراحُ تُغمَّدُ

ذهلَتْ بجأشِك والجراحُ تُغمَّدُ

فاطمة الساحلي‏

‏‎Fatima Sahili‎‏ -1

يا ليت روحيَ في ترابك ترقدُ

ليطيبَ في ذاك الثّرى لي مرقدُ

فالشّوق كحّل مقلةً تصبو إلى

أسمى حبيبٍ في رؤاه تعبّدُ

مَن للّهوفِ إذا الحنينُ يذيقُهُ

حُممَ الفراقِ و نارُهُ لا تخمدُ ؟

مَن للشّغوفِ وقد تعتّقَ خمرُه ؟

في كأسِ حبِّكَ ينتشيك و يزبدُ

يا كلَّ نبضٍ في فؤادٍ والهٍ

يحياكَ حبًّا كلَّ لحظٍ يولَدُ

أهوى الصّراطَ المستقيمَ لأنّه

نهجُ الإله و أنت فيه المقصدُ

أهوى العراقَ أهيمُ في صحرائهِ

و إليه كلّ جوارحي تتودّدُ

أهفو إلى نهرِ الفراتِ بلوعةٍ

و العينُ حرّى جمرُها يتوقّدُ

كيف استطاعَ الماءُ دون تردّدٍ

أن يستساغَ و عذبُهُ لا ينفدُ ؟

أومااستحى من قلبِكَ الظّامي الصّدي

و لمائِهِ الثّجّاجِ أنتَ الموردُ ؟

كيف السّهامُ تجرّأَتْ و تقاطرَتْ

كالمزنةِ الهوجاءِ راحَت ترعدُ ؟

جدباءَ ليس لصوتها إلّا الصّدى

ذاك الجزاءُ لمن يضلُّ و يحقدُ

و السّيفُ واعجبي يلبّي مفسدًا

أفلا يعي ماذا جنَتْ تلك اليدُ؟؟

إذ حزَّ رأسَ الدّينِ حينَ أطاعَها

و الكونُ زلزلَه الصّنيعُ الأسودُ

و تخضّبَ الإسلامُ بالدّمّ الّذي

قد سالَ من نحرٍ حباهُ محمّدُ

لكنّه مَن أيقظَ الأذهانَ مِن

نومٍ عميقٍ بالضّلالِ موسَّدُ

يا سيّدَ الدّمع السّكيبِ ووِردَهُ

يا أيّها الوترُ الفريدُ الأوحدُ

يا مَن تحارُ بكَ العقولُ و كنهُها

فالملهَمون يراعُهم لا يركدُ

و العالِمونَ تبعثرتْ أفكارُهُم

ذهلَتْ بجأشِك والجراحُ تُغمَّدُ

شخصَت عيونُ المؤمنينَ تقرّبًا

و توافدَت تهفو إليكَ و ترفدُ

كلُّ العوالمِ تبتغي منكَ العلا

حتّى الّذينَ جباهُهم لا تسجدُ

و أنا أرومُ الرّافدينِ بمهجةٍ

توّاقةٍ.. زفراتُهـا.. تتهجّدُ

يا ليتَ روحيَ كربلاءُ لترتقي

بك يا حسينٌ و الثّرى لي مرقدُ

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *