الخميس 28 مارس, 2024

شعراء عرب في ليل الأربعاء الأدبي

الملتقى الثقافي اللبناني:

شعراء عرب في ليل الأربعاء الأدبي

rna faqdh-1alerak-1fadel-1بدعوة من “الملتقى الثقافي اللبناني”، أحيا “ليل الأربعاء الأدبي ـ بيروت” أمسية شعرية في مطعم الساحة على طريق مطار بيروت، ضمت كوكبة من الشعراء العرب: وجيه عباس (العراق) عزالدين سليمان (سورية) رابح ظريف (الجزائر) خالد الوغلاني (تونس). تلوا فيها الجميل من قصائدهم وجلّها مستوحى من بيئاتهم التي تعاني مما يدور فيها من أحداث، إضافة إلى هموم الوطن العربي وما يجري على أرضه وفي مجتمعاته. ولم يفتهم بعض القصائد الغزلية بلغة أدبية وإسقاطات واستعارات عذبة وجميلة.

tounes-2rabeh-1وقد افتتح الأمسية رنا فقيه التي تولت تقديم الشعراء، وبعد كلمة ترحيبية منها، تحدث سماحة الشيخ فضل مخدّر رئيس “الملتقى الثقافي اللبناني” عن مناسبة الأمسية مستعرضاً نشاط الملتقى وأنشطة ليل الأربعاء الأدبي، والمراحل التي تصاعد فيها نشاط هذا الملتقى، ليختم مرحباً بالضيوف وشاكرهم على تلبيتهم دعوة الملتقى لإحياء هذه الأمسية.

ومن ثم توالى الشعراء على المنبر، لتنتهي الأمسية بقراءات شعرية لأعضاء ليل الأربعاء الأدبي..

سوف تنشر “مدارك ثقافية” جملة من القصائد التي تليت في الأمسية في الأيام القادمة إن شاء الله.

ونبدأ بالقصيدة أدناه لما جاء فيها من قوة في الموضوع والمضمون.

علمتني يا أبي!!

عز الدين سليمان

sourya-1هذه القصيدة تسجل للتاريخ حواراً كان يدور في فترات متقطعة بين أبٍ يعيش في كنف المسلحين ومعهم  في قرية (كفر نبورة) من القرى سورية، وبين ابنه المقاتل مع الجيش السوري من حماة الديار، ولم تكن حواراتهم ودية، وكان الاتصال الأخير بينهما حاداً. وبعد شهر تقريباً من حوارهما الأخير، عاد المقاتل في حماة الديار شهيداً، فرفض النافذون في القرية دفنه في جبانة البلدة ودُفن في حقل من حقولها.. فكانت هذه القصيدة تسجل حواراً افتراضياً بين هذا الأب وهذا الابن الشهيد.

هـذا السـلاح الـذي في الليـل تحملـــه

وفي النهــار ، لمــاذا أنت تحمــــله؟!

عفوا أبي !! كنتَ كرماً وارفـاً عطـراً

قـد مـــات آخـــــره فيـــه وأوّلــــــــه

عفوا أبي !! كنتَ نجماً أستضيء بــه

ومنـــه أشــرب ، لكـن جفّ جدولـــه

علّمتني أنّ حبّ الأرض أقدس مــــن

كتــاب وحي يــد الرحمن تنزلــــــــه

علّمتني أنّ هــذا الكـــون فتنتــــــــــه

في الغوطتيــن ، وأنّ الشـــام أجملــه

علّمتنـي يــا أبــي أنّ الفــــــــــداء إذا

يخبــو فنحــن مـــن الأرواح نشعلـــه

هذا السـلاح لمن ؟ هل تقطعون يـــداً

تبني؟ وقلبــاً رحيـــق الله سلسلــــــه؟

هل ترجمون نجومـاً لا غروب لهـــا

وضوؤوها في بريد الشام ترسلــــه؟!

عفواً أبي !! كنت لي في مجنتي وطناً

ونبـــع نــور علــى عينيَّ تنزلــــــــه

أنشقّ عنــه ؟! لمــاذا يـــا أبي وأنــــا

رمح على بابــه العالـي وفيصلـــــه؟

نذرت قلبي له ، روحي ، وحلم غدي

وبالأغـــانــــي نديّــــــات أكللـــــــه

إذا حييت فمـــا أحلــى الحيـــاة بـه !!

والموت مــن أجلـــه لي منــه أبذلــه

جنديّه البحــر ، يدعونـــي لأحرســـه

وأنت تعــرف أنّــي لســــت أخذلــــه

والنسر إن غاب عن كبر الزرا زمنـاً

نــاداه مــن ضيعـــة الأبعــاد معقلـــه

ما كــان عشـــق الثـرى تفاحــة وفماً

ولم يكــن وطنــي ثوبـــاً أبـدّلـــــــــه

قد ثار في وجه من باعوا ضمائرهـم

أشجـــاره وسواقيــــــه وجندلـــــــــه

منافقـــون، وكــــم وغــدٍ يضللهـــم!!

ومــا المنافــق إذ وغــــدٌ يضللــــه؟!

وكذبة أبدعــوهــا كي تقسّمنـــــــــــا

وعصبةٌ ما الذي جاءت تؤملــــــــه؟

ما تدعيـــه شموخـــاً كان سمــــــرة

ما تدعيـــه إبـــــاء لســـت أقبلـــــــه

ما تدعي وصلهـــا كانت مراوغــــة

حريـــةٌ سيفها في الروح منصلــــــه

إنّا حمــاة الديــار المؤمنـــــون بمـــا

قالت دمشـق ، وما قالــت نبجلّـــــــه

ومــا تحلـل إنّــــا لا نحــــرمـــــــــه

ومــــا تحـــــرم إنّـــــا لا نحللــــــــه

قد اعتصمنـا بحبــل الله نســألــــــــه

مجد الشهـــادة ، مــاذا أنت تسألــــه؟

وحيــن ينكــر كــرمٌ  غيــث خالقــــه

يبكي عليــــه ، وينـــأى عنـــه بلبلــه

قد صار وجه جبيني وجه حارتنــــــا

وإنني مــــن بعيــــد كـــم أقبّلــــــه!!

إذا أمــوت فلا فكـــرٌ ولا وجـــــــلٌ

إن الشهيـــد بــدار الخلـــــد منزلـــه

فإن رجعت شهيداً فاكتبــــــوا بدمي:

ما نفــع حقـــل إذا مــا خان سنبلــه؟

***

إذا أتي،،ت لكفـر نبــورة، وغــــــداً

آتي.. أتدري أبي مــا سوف أفعلــه؟

إذا التقينــا أبـي في أي موقعـــــــــةٍ

فأنــت أول مــن فيهــــم سأقتلـــــــه

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *